بحسبة بسيطة وجدت أن 7 مسئولين تحدثوا الأسبوع الماضى عن حملة لإزالة التعديات على أراضى الدولة، وبلغت جملة التصريحات 28، كلها تصب فى هذا الإطار، وأهم تلك التصريحات ما جاء فى المؤتمر الصحفى لوزير الزراعة أمين أباظة، ومدير أمن 6 أكتوبر عبدالوهاب خليل، اللذين اقتسما التحذيرات بشأن الذين استباحوا أراضى الدولة دون وجه حق، وتحدث المسئولان، وكأنهما اكتشفا فجأة تلك التعديات، ورصدا المتعدين أنفسهم بعد ما صالوا وجالوا فى تلك الأراضى، دون رقيب أو حسيب، وإذا كانت الدولة شعرت بالفخر لفتح هذا الملف حاليا، فأين كان هذا الفخر فى السنوات الماضية؟ ولماذا الآن يتسابق كل مسئول لينسب لنفسه عظمة الإنجاز غير المسبوق.. نعم بالفعل الكل تحدث عن دور وزارته أو مؤسسته فى هذا الإطار، لكن الكل لم يتحدث عن سبب إهمال هذا الملف فى السنوات السابقة، وأشك أن تلك الحملة ستشمل كل البلاد، لأن التركيز بدأ وسينتهى بطريق مصرـ أسكندرية الصحراوى، الذى يحوى مليون فدان 95 % منها قابل للزراعة، والسؤال هنا أين تعديات طريق مصرـ السويس، وأين تعديات طريق مصرـ بورسعيدـ الإسماعيلية وأين تعديات طريق سيناء، والساحل الشمالى وغيره؟، الكل ركز اهتمامه على طريق الإسكندرية، والكل تنافس على إظهار قوته فى استعادة 6 آلاف فدان من بين 12 ألف تم التعدى عليها.
الغريب أننا نسمع منذ نحو 10 سنوات عن تلك التعديات وعن أسماء القائمين عليها، ولم يتحرك مسئول واحد لإزالتها، ولم يصدر تصريح فاعل وبناء فى هذا الإطار، وكأن ما يحدث خارج نطاق القطر فى انتظار قوة خارجية تعيد هيبة الدولة، التى لم تكن قائمة ورادعة بالقدر الكافى لهؤلاء المعتدين.
نحن بالفعل فى مولد تصريحات بشأن التعديات على أراضى الدولة، والجمهور فى انتظار فض المولد بنتيجة إيجابية وحاسمة، تشمل كل الأراضى، فليس من المعقول فتح نصف الملف، وغلق النصف الآخر بدعوى أننا سنفتح الملف كاملا فى حينه، وأعتقد أن حينه لن يأتى، وإذا أتى فسيكون ناقصا.
ويا ليت بركة طريق مصرـ إسكندرية تصل إلى بقية الطرق التى تحتاج إلى أكثر من حملة لإزالة التعديات... هيبة الدولة مطلوبة بقوة هذه الأيام، لرد من اغتصبوا أرضا، أو ظنوا أن تلك الهيبة قد ضعفت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة