إبراهيم أحمد عرفات

أبطال لهم حق علينا

الإثنين، 06 أكتوبر 2008 09:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الذكرى الـ 35 لانتصار أكتوبر المجيد، متوقع أن تخرج علينا الأقلام والكتابات لتعيد تذكيرنا بأمجاد الحرب، وكيفية الاستعداد لها، والدور السياسى فى تجهيز الجبهة الداخلية وقوات المواجهة على خط النار.

ولكن دعونا الآن نخرج عن هذه القاعدة "المملة" ونبحث فى تاريخنا عن أبطال منسيين لهم حق علينا فى أن يكونوا قدوة للأجيال المقبلة، واسمحوا لى هنا أن أخرج عن القاعدة أيضاً، فى أن أتحدث عن شخصية لم تشارك فى حرب أكتوبر ولكنها كانت مؤثرة فى تاريخ المواجهات المسلحة بين العرب وإسرائيل، إلى جانب شخصية قيادية عسكرية أسهمت فى تحقيق ذلك الانتصار العظيم، ولكن لا يتذكرها إلا من رحم ربى، وغالباً ما يتذكره المسيحيون للتدليل على وطنيتهم ودورهم فى تاريخ هذا البلد.

وهنا يجب التنويه إلى أن تناول الشخصيات سوف يتم وفق الإطار الزمنى لبطولاتها، ولا يرتبط بأى فكر أو معتقد سياسى، وهو التنويه الذى كان لابد منه لقطع الطريق على من يحاول أن يفسد فرحتنا فى ذكرى هذا الانتصار.

الشخصية الأولى، تتمثل فى العقيد مصطفى حافظ، هذا الاسم لا يعرفه الكثير من أبناء هذا الوطن، يعرفه فقط ساكنو مناطق عين شمس والمطرية والنزهة، وذلك لأنه تم إطلاق اسمه على أحد أكبر شوارع منطقة عين شمس. وتقول بعض الشهادات والوثائق أنه فى ربيع 1955، تم تكليفه بإنشاء كتيبة من الفدائيين فى فلسطين للقيام بأعمال ضد الجيش الإسرائيلى، وذلك بعد اجتماع بالقاهرة برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ونجح هذا الرجل فى تشكيل الكتيبة التى نفذت عملياتها فى الأراضى المحتلة، وفى الداخل الإسرائيلى مثل: اللد وتل أبيب، بالإضافة إلى تنفيذ بعض منها فى مستوطنات شمال إسرائيل مثل: مستوطنة ريشون لتسيون، والتى أوقعت العشرات من القوات العسكرية الإسرائيلية .. هذه العمليات أزعجت القيادة الإسرائيلية، ودفعتها إلى البحث وراءها إلى أن عرفوا أن رجل الظل هو العقيد مصطفى حافظ. وبدأ الموساد فى التخطيط لاغتياله، وتم تكليف الوحدة (101) بقيادة شارون، إلا أنها فشلت فى مهمتها بعد أن هدمت منزله ولم يكن بداخله. ولكن تم تكليف عدد من ضباط الموساد بهذه المهمة، والذين أرسلوا طرداً ملغماً، ما أن استلمه حافظ على أنه مرسل من قائد الشرطة الفلسطينية، إلا وانفجر فيه وتوفى على الفور فى 11/7/1956. والمفارقة أن صحيفة الأهرام نشرت فى 13/7/1956 خبراً يقول إنه استشهد بعد انفجار لغم أرضى بسيارته فى غزة!

الشخصية الثانية، هو الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثانى الميدانى، وبطل معارك القنطرة فى حرب أكتوبر، حيث كان فى الحرب قائداً للفرقة 18 مشاة، التى كلفت باقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة وتحريرها، والاستيلاء على كوبرى بعمق 9 كيلو مترات فى بداية المعارك.

ويقول الفريق غالى، إنه بعد 10 دقائق من العبور، تم الاستيلاء على أول نقطة حصينة وهى القنطرة (1)، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط، وظلت النقطة الحصينة القنطرة 3 محاصرة حتى يوم 7 أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها فى نفس اليوم، وفى السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع رأس كوبرى الفرقة بعمق 9 كيلو مترات وتدمير القوات الإسرائيلية فى النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق.

وتقول بعض المصادر إن الفريق فؤاد عزيز غالى ظل محافظاً على انتصاراته طوال فترة الحرب، وقام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد فى مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية.

من منا يعرف هذه الشخصيات؟!!.. من منا سوف يتكلف عناء البحث عن هؤلاء الأبطال لتخليد ذكراهم؟!! إن قراءة التاريخ وإزاحة الستار عن الرموز من شأنه أن يوحد هذا البلد أمام مخاطر وعوامل الفتنة التى نكتوى بنيرانها بين الحين والآخر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة