جابر القرموطى

أقباط الجندى.. وشيعته

الخميس، 13 نوفمبر 2008 11:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكرا للواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الذى استطاع بدون قصد منه إعادة الثقة إلى شخصى المتواضع فى أهمية المسئولين فى الدولة ومدى المسئولية الملقاة على عاتقهم لإنجاز عمل تستفيد منه كل المؤسسات.

اللواء الجندى غيّر بالفعل لدى فى حواره المنشور فى «اليوم السابع» هذا الأسبوع، كثيرا من المفاهيم والانطباعات التى كانت شبه راسخة عن موظفى الدولة الكبار.. وكنت أظن -وتحديدا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء- أنها مجرد جهة تعمل فى إطار رقمى بحت، لا علاقة لها بقضايا بالغة الحساسية، وفوجئت بالفعل أن هذا الجهاز يعطى لرئيسه مفتاح الحديث والحسم فى قضايا مثل تعداد الأقباط فى البلاد، وكذلك تعداد الشيعة.

وأظن أن رئيس الجهاز لديه بالفعل هذه الأرقام ويعرفها عن ظهر قلب، لكنه يتعامل بحكمة مع الصحافة والرأى العام فى هذا الإطار، فهو يمتنع تماما عن الخوض فى هاتين القضيتين بالتحديد؛ تفاديا لأى تلاعب من قلة داخلية أو خارجية بما يقوله.

الغريب أن هناك «تعطشا» عند الكثيرين لمعرفة الرقم الحقيقى للأقباط والشيعة، وكذلك أعداد اليهود فى مصر، وأعداد المصريين فى إسرائيل، حتى أن البعض يصل به التطلع المهنى ذروته ليعرف ما يمكن تسميته بـ«الأسرار» التى تقبع فى ذهن أحد المسئولين فى الدولة، لكن هذا المسئول يرى فى احتفاظه بهذا السر تعزيزا للثقة بينه وبين القيادة السياسية من جهة، والحفاظ على أمن البلد من جهة أخرى.. ذلك يعنى أن اللواء الجندى يملك بالفعل جزءا من خارطة الهموم فى البلد.. ويا ليته يظل على صمته حتى بعد خروجه من المنصب، وإن كنت أتوقع أن الجندى من شريحة موظفى الدولة الآمنين والمؤتمنين على ملفات حساسة لا ينبغى وضعها تحت أعين من لا تصون أقلامهم ثقة مصادرهم.

على أية حال، أرى أن قراءة جيدة لحوار اللواء أبو بكر الجندى فى «اليوم السابع» تعطى انطباعا بأن الرجل يعرف جيدا قدر مسئوليته، ويعرف أيضا قدر مسئولية الصحافة والإعلام عموما، ويدرك أن حلبة الصراع فى البلد ليست بحاجة إلى مصارعين جدد، وكفانا ما هم فى الحلبة، وللأسف يلعبون لعبة لا يدركون أصولها ولا يعلمون عواقبها ولا يملكون أدوات الابتكار التى تميزهم عن الآخرين.. ليتنا نضع فى اعتبارنا مصلحة البلد الذى نعيش فيه عند الخوض فى قضايا تنقص من قدر البلد، وقدرنا أيضا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة