جمال الشناوى

رجال أعمال.. الخير

الأحد، 16 نوفمبر 2008 11:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض رجال الأعمال فى بلادنا يكون مقترضا مسرفا مسفا، يتصرف على طريقة تجار السوق السوداء.. لا يفيد أحدا، مثل الجريمة، أيضا لا تفيد.. رجال الأعمال فى مصر إما يصنعون إمبراطوريتهم بقرض «قوة» من دهاليز السلطة، يكون كافيا لارهاب الوزراء وتخويفهم وإجبارهم على السمع والطاعة، والإيجابية فى التعامل مع طلباتهم.. فيتوسع وينتشر ويتوغل، ليبيد من طريقه كل المعوقات القانونية والرقابية والأخلاقية، ولاحقا يستمع هؤلاء لنصائح حاملى حقائبهم من المستشارين.. ويتوجهون إلى أعمال الخير المجمّلة للصورة.. وتتسابق صحف ومحطات تليفزيونية لنشر الصور للرجل وهو يقدم حقائب الطعام والبطاطين.. ويدفع رجل الخير أكثر للميديا مبتسما حتى تتغير الصورة وتطلع أحلى.

رجل أعمال يستغل الجوعى ويقدم المال فقط فى المناسبات وأمام كاميرات جيش من أتباعه الإعلاميين، ويظهر فى صورة ملاك الرحمة، وأنا لست ضد إطعام هؤلاء، ولكن أليس من الأجدى اختيار شاب من كل أسرة جائعة ليوفر له فرصة عمل أو مشروعا صغيرا.. ليطعم هو أسرته بدلا من استغلال الفقراء لتجميل الصورة، فاستغلال البشر عمل غير أخلاقى ومخالف للقانون.

نوع آخر من رجال الأعمال يتوارى بعيدا لا يزاحم أمام الميديا ولا من خلفها، فى مصر للأسف عدد محدود من هؤلاء، لا يتعاملون مع البنوك المصرية إلا بالإيداع فقط، أو ربما الشراكة فى مشروعات ضخمة توفر فرص العمل لملايين العاطلين.. ولكن ما لفت انتباهى هو دعوة وجهها أحد هؤلاء لزملائه بأن يتولى كل منهم منطقة فقيرة ويساهم فى تطويرها وتحديثها بإقامة مشروعات أو دعم ميزانية الدولة المخصصة لتلك المنطقة.

رجال الأعمال من الفريقين عليهم الآن الجلوس إلى النفس، ورد الجميل للوطن الذى تساهل كثيرا، وللشعب الذى ساهم فى صنع هذه الإمبراطوريات، والحكومة التى حولت سياساتها لدعم هؤلاء، فمنهم من جمع المليارات.. ومنهم من ينتظر دوره.

أكتب هذا بعد ما سمعته -ربما شائعات- عن المشاكل العائلية التى تدور خلف الأبواب المغلقة فى بعض بيوت رجل الاعمالرجال الأعمال فى كثير من الأوقات يظنون أنهم أقوى من الدولة والحكومة وقادرون على شراء الناس.. ولكنها رؤية لم تعد مناسبة فى السنوات المقبلة، فلا مصلحة لدوائر الحكم فى التستر على تصرفات مراهقة لرجال أعمال كبار.. فنظام الحكم سيدفع هو فاتورة غير راغب فى تسديدها نيابة عن أحد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة