ولأن الأصوات ألوان وطبائع مختلفة فهى تتوافق فى بعض الأحيان أو تتنافر، ونحن نستبعد مثلا أن نسمع فريد الأطرش مع ثريا حلمى فى أغنية واحدة.
الأصوات شخصيات، كل صوت شخصية لها طابع ولون مميز، هناك صوت تسمعه فتحس أنك فى معبد من المعابد القديمة، وصوت آخر يذهب بك إلى الأحياء الراقية الهادئة، وصوت ثالث ينقلك إلى الأحياء الشعبية، وبعض الأصوات تعود بك إلى أصولك الريفية، وأصوات أخرى تشعر معها أنك فى حلم جميل، أصوات تستدعى ذكريات الطفولة والشباب، وأصوات مرحة راقصة كأنها عصافير تشقشق فى صباح يوم من أيام الربيع.
وكل صوت يخاطب مستمعا بالذات تستجيب له طبيعته وحاجاته العاطفية وبيئته وذوقه.
الاستماع لمطربى الأجيال السابقة من أمثال الشيخ سلامة حجازى، وعبدالحى حلمى، ومنيرة المهدية، يحتاج إلى استعدادات ثقافية وعاطفية لا تتوافر للجميع، وجمهور عبدالوهاب يختلف عن جمهور صالح عبدالحى، وعن جمهور عبدالعزيز محمود.
ولأن الأصوات ألوان وطبائع مختلفة فهى تتوافق فى بعض الأحيان أو تتنافر، ونحن نستبعد مثلا أن نسمع فريد الأطرش مع ثريا حلمى فى أغنية واحدة أو ديالوج مشترك، أو نسمع ليلى مراد مع محمد عبدالمطلب أو مع إسماعيل يس، اللهم إلا فى عمل مسرحى، وبالذات فى المواقف التى يكون فيها كل صوت طرفا مستقلا فى صراع دائر، أو فى الاستعراضات الكوميدية التى تحتمل وجود المفارقات المضحكة، ونحن نذكر الاستعراض الغنائى «اللى يقدر على قلبى» الذى قدمته ليلى مراد فى فيلم «عنبر» وغنت فيه مع إسماعيل يس، ومحمود شكوكو، وعزيز عثمان، وإلياس مؤدب، وقد لحن هذا الاستعراض محمد عبدالوهاب، ونذكر أيضا ديالوج «عينى بترف» الذى غنته مع نجيب الريحانى فى فيلم «غزل البنات»، وهو أيضًا من تلحين محمد عبدالوهاب.
فى مثل هذه المشاهد يمكن أن تجتمع أصوات مختلفة ويمكن حتى أن يشارك فيها ممثلون لا علاقة لهم بالغناء، أما فى المشاهد العاطفية فالطيور على أشكالها تقع. عبدالوهاب مثلا غنى مع رجاء عبده، ونجاة على، ونورالهدى، وأسمهان، وفريد الأطرش غنى مع صباح، وشادية، وغنى مع أخته أسمهان، وليلى مراد غنت مع عبدالوهاب، ومحمد فوزى، وحورية حسن غنت مع كارم محمود فى أوبريت «الباروكه» لسيد درويش، وغنى سيد درويش مع حياة صبرى، وجرب عبدالحليم حافظ أن يغنى مع أصوات مختلفة، لكن الصوت الذى توافق مع صوت عبدالحليم هو صوت شادية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة