هذه حكومة لا تتحرى الصدق مع الناس، ومصر التى يعرفونها هى مصر التى فى التقارير المزيفة التى يخادعون بها أنفسهم، المطلوب منك الآن أن تصدق، مجبراً، أن وزارة رجال الأعمال كانت أفضل الوزارات التى شهدتها مصر، والسبب الذى يحاولون إقناعك به، قسراً، هو فى ترويج مزاعم حول القدرة الساحرة لهذه الوزارة فى رفع معدلات النمو السنوية، وإصلاح البنية التشريعية للاقتصاد والاستثمار، واستكمال مسيرة البنية التحتية فى البلاد.
أريد منك فقط أن تسمح لى بعرض بعض الملاحظات حول هذه المزاعم، ثم تأمل أنت بنفسك لتعرف الخيط الفاصل بين الحقيقة والكذب، ولتعلم كذلك هل كانت هذه الإجراءات موجهة للناس جميعا، أم أنها اقتصرت على حفنة قليلة كسبت كثيرا، دون أن ينعكس على الناس شىء:
◄يقولون إن هذه الحكومة هى التى أبدعت فى توفير مناخ ملائم لزيادة الاستثمار فى مصر، ثم ترى أنت بعينيك أن المناخ الملائم للاستثمار دفعهم إلى تسليم 32 مليون متر لهشام طلعت مصطفى مجانا، ثم هم بأنفسهم باعوا أراضى مماثلة لرجال أعمال آخرين بسعر ألفى جنيه للمتر الواحد فى مزايدات علنية، أو هم أنفسهم باعوا الأراضى لشباب حديثى التخرج بسعر يصل إلى أربعة آلاف جنيه للمتر.
◄ يقولون إن هذه الحكومة هى التى استكملت مسيرة إعادة الهيكلة للاقتصاد المصرى عبر بيئة تشريعية جادة، ثم هم أنفسهم يعترفون أنهم لم ينجحوا فى بيع شركات قطاع الأعمال العام، وأخفقوا فى بيع بنك القاهرة، وتسولوا البيع من كل حدب وصوب، دون أن تثمر جهودهم التسويقية شيئا، فاخترعوا لنا مشروع (الصكوك)، ليهربوا بها من فشلهم خطوتين إلى الأمام، وليلتفوا بها على الشركات العامة وعلى الناس فى ضربة سياسية واحدة.
◄يقولون إن هذه الحكومة هى الأكثر قدرة على المتابعة ، ووزراؤها يعملون فى الميدان ليلاً ونهاراً، ثم أنت ترى بعينيك أن كل الزيارات (المفاجئة) لوزير الصحة لم تغير ساكنا فى المستشفيات العامة، ولم ترفع مستوى الخدمة ،أو تقدم حلاً لمشاكل الخدمة الطبية أو تبادر إلى حل مشاكل الأطباء، ثم ترى أيضا ترديا مأساويا فى أحوال المدارس العامة، لا رعاية ،ولا تربية، ولا تعليم، ولا مسار واحداً أو نهجاً واضحاً للمستقبل.
◄يقولون إن هذه الحكومة تستهدف رخاء الفقراء، ومراعاة البعد الاجتماعى لسياسات الإصلاح، ثم يهبط هذا الإصلاح كالصاعقة على رؤوس الفقراء الذين يهجّرون من بيوتهم فى العشوائيات بالرصاص المطاطى والقنابل المسيلة للدموع، لتفريغ الأرض من ساكنيها طمعا فى زيادة ملايين مليارديرات الاستثمار السياحى.
◄يقولون إن هذه الحكومة خلقت اقتصاداً مصرياً قوياً يواجه الأزمات العالمية بثبات ثم هم يخفون عمداً أرقام الدين الداخلى، وحقيقة التراجعات فى الإيرادات العامة، والواقع الحقيقى للتضخم، والأزمة الائتمانية فى البنوك العامة.
◄ يقولون إن هذه الحكومة نهضت بمستوى الجامعات العامة والخاصة، ثم يحتار رئيس الحكومة فى زيادة عدد الخريجين، ويشكو عدم وجود أماكن فى سوق العمل للخريجين ،ويطالب بزيادة طلاب التعليم الفنى.
◄يقولون إننا مقلبون على العصر النووى، ثم يحتارون فى مكان المحطة النووية وتمويلها، والشركات المشرفة عليها، ومستوى العائد الذى تحصده مصر من ورائها بالمقارنة مع حجم الإنفاق على المشروع.
هذه حكومة لا تتحرى الصدق مع الناس، ومصر التى يعرفونها هى مصر التى فى التقارير المزيفة التى يخادعون بها أنفسهم، وليست مصر الحقيقية التى يعيش فى شوارعها وأزقتها جموع الناس فى مصر، وهذه الحكومة أو غيرها لن تقدم إصلاحا حقيقيا إلا إذا تخلت عن سياسات التخطيط الاستراتيجى فى تسويق معلومات عكس الحقيقة، والتخلى عن سياسات التقارير التى تزهو بكل إنجاز صغير فى بلد أقل ما يحتاج إليه، هو عاصفة من الإنجازات حتى يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة