"الجواب يقرأ من عنوانه"..
نظرية علمتها لنا الأيام، ولم يثبت فى يوم خطأ هذه النظرية. أقول ذلك بمناسبة الفوز التاريخى وغير المسبوق لأوباما، والذى بموجبه سيجلس أول رئيس أسود فى البيت الأبيض، لكى يدير، ليس أمريكا وحدها ولكن العالم بأسره.
وأنا هنا لست فى معرض تحليل السياسات التى سينتهجها أوباما، ولكنى أريد من البداية ألا نقع فى خطأ أن أوباما "مننا وعلينا" وأنه أسمر أو أسود مثل لون أغلبنا، أو أن أصوله الإسلامية ممكن "تنقح" عليه وتجعله "حُنين" على العرب.
كل هذا كلام فارغ، لا علاقة له بالواقع، بل إننى أرى أن العكس هو ما سيحدث تماماً، ولى مبرراتى.
ما نقوله نحن العرب "الطيبين"، قاله آخرون فى أمريكا نفسها، ليس من قبيل الثناء على الرجل، ولكن من قبيل الضرب تحت الحزام، ونشروا له صوراً وهو بالزى العربى مرة ومرة بالزى الإسلامى، وتحدثوا عن أصوله الإسلامية وعلاقاته بمتشددين، كل هذا من أجل استثمار الخوف من الإسلاميين، ولكن كل هذا لم يؤثر بصورة جذرية فى مسيرة أوباما الذى انطلق بسرعة الصاروخ، مشفوعاً بفشل ذريع لجون ماكين العجوز الذى يمثل حزباً ورط أمريكا فى الداخل والخارج، وزج بها فى عدة حروب خارجية لم تجنِ منها سوى فقد المليارات وموت الآلاف من الشباب الأمريكى، جرياً وراء ما سمى بالحرب على الإرهاب، وزاد الطين بلة أن بوش وسياسات فريقه الاقتصادى "خربوها وقعدوا على تلها"، وتفجرت أزمة الرهن العقارى وإفلاس بنك ليمان برازر، وما تبعها من انهيار اقتصادى وارتفاع مؤشر البطالة، والانكماش الاقتصادى الذى لم تشهد له أمريكا مثيلاً منذ عشرينيات القرن الماضى.
كل هذا صب فى خانة أوباما ليحقق فوزه التاريخى، كل ما يعنينا نحن العرب نظرات أوباما وإدارته لنا، وكيف سيتعامل مع ملفاتنا، وتحديداً الملف الأهم والأخطر، ملف الصراع العربى الإسرائيلى، باعتباره المفتاح الحقيقى لباقى الملفات.
أتوقع، والله أعلم، أن تجنح إدارة أوباما إلى مزيد من التشدد، لتدرأ عن نفسها "تهمة" الأصل الإسلامى والأفريقى لأوباما، دليلى على ذلك أن أول قرار اتخذه أوباما بعد فوزه، هو الإعلان عن تعيين إسرائيلى قضى خدمة الاحتياط فى الجيش الإسرائيلى، ووالده كان عضواً فى منظمة إرهابية ساهمت فى تأسيس إسرائيل على حساب العرب، هذا هو العنوان الذى يجب أن نقرأه على "الجواب"، وزد على ذلك أنه، أى أوباما، عندما زار المنطقة أثناء الترويج لحملته الانتخابية، تجاهل الجميع باستثناء إسرائيل التى أدرك أن فى يدها مفتاح البيت الأبيض.
إذن يجب ألا نفرط فى التفاؤل الذى لا يسانده شىء من الواقع، وننتظر لكى نرى ماذا سيفعل، هل صحيح الدم "حيحن" كما يحلم سذاجنا، ويأتى اليوم الأبيض للقضية الفلسطينية على يد أوباما الأسود أم أن ما ينتظرنا هو المزيد من الأيام الأكثر سواداً من شعر رأس أوباما؟!
أنا سأقرأ الجواب من عنوانه وإنا لمنتظرون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة