خالد الشريف

مصر تحترق!!

الخميس، 06 نوفمبر 2008 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتوالى الحرائق.. وتتكرر الكوارث.. حريق يعقبه حريق، وكارثة تتلوها كارثة، فلا نكاد نفيق من حريق حتى يشتعل آخر، والمتّهم الحاضر دائمًا هو الماس الكهربائي، والذي أصبح شماعة يعلِّق عليها المسئولون خيبتهم، وكأن الأمر هيّن وبسيط، وهو يتكرر منذ ثلاثة أشهر، بصفة مستمرة؛ مما يثير علاماتٍ كثيرةً من الاستفهام، خاصة وأن رؤوس الفساد هي المستفيدُ الأول والأخير من تلك الحرائق. والغريب أن أحدًا من المسئولين لا يتحرك لبحث الأمر، وكشْف الجناة ولا القوى الوطنية، أو من تسمى نفسها بذلك، لم تحاول التحرك لفضح الأمر تنديدًا واستنكارًا لهذه الحرائق، رغم أن المجني عليها هي مصر.

وبالأمس شبّ حريق جديد في "مجمع المحاكم" بمدينة الجيزة، والذي يضم آلاف الوثائق والمستندات، على قدر كبير من الأهميةّ! نعم الحريق لم يسفر عن سقوط ضحايا، لكنه يضم ملفات القضايا، ربما تخص رؤوس الفساد.. كما أنه ينضم إلى سلسلة الحرائق الغامضة التي قيدت ضد مجهول، بداية من حريق قطار الصعيد، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 370 شخصًا، ثم حريق قصر الثقافة ببني سويف، والذي كان أكثر الحرائق دموية؛ حيث تسبب في مقتل 31 شخصًا بينهم زميلنا العزيز الناقد الدكتور مدحت أبو بكر رحمه الله، فضلاً عن إصابة نحو 36 آخرين.

وشهدنا منذ شهر، الحريقَ الهائل في مبنى "المسرح القومي" بوسط العاصمة المصرية، والذي دمر المبنى التاريخي، بالإضافة إلى إصابة نحو ثلاثة أشخاص جراء الحريق. وقد جاء حريق المسرح القومي بعد أكثر من شهر بقليل على الحريق الذي اندلع في مبنى البرلمان المصري، في 18 أغسطس الماضي، والذي أسفر عن مصرع أحد رجال الإطفاء وإصابة 13 آخرين، كما تسبب في تدمير معظم محتويات مجلس الشورى، الغرفة الأدنى للبرلمان.

والغريب أن حريق الشورى ظل مشتعلاً لأكثر من 16 ساعة، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليه بمساعدة من القوات المسلحة. ومنذ أيام اندلعت الحرائق في ثلاثة مصانع للنسيج بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وقدِّرت الخسائر بملايين الجنيهات.

وختامًا اشتعلت الحرائق اليوم الخميس بمقر حزب الغد في معركة بين أطرافه المتصارعة بعد حبس رئيسه ومؤسسه أيمن نور.. وهو ما يؤكد أن النيران والحرائق أصبحت سلاحًا يستخدمه المتنازعون في حسم صراعهم السياسي، مما يدل على فشل الحياة السياسية في مصر وأصابتها بالشيخوخة والهَرم.. ويؤكد أن مصر ذاهبة إلى المجهول. وعجبت وأنا أقرأ تقريرًا للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية يقدر حجم الخسائر المالية الناتجة عن الحرائق التي تقع سنويًا في مصر بنحو 28 مليون جنيه.

بل إن تقريرًا آخر أشار إلى أن عدد الحرائق في مصر بلغ ‏30‏ ألف حالة، خلال السنوات الخمس الماضية، وأن حجم الخسائر السنوية -حسب إحصاءات المنظمة العربية للتنمية الصناعية- يبلغ ‏400‏ مليون جنيه، بينما يبلغ عدد الضحايا ‏600‏ شخص‏.‏ قطعًا أن الذي يسدد فاتورة الخسائر في حوادث الحرائق هو الاقتصاد المصري الذي يعاني من التدهور.

والغريب أن الفساد، والذي أضحى كالسوس ينخر في بلادنا، هو المتهم الأول؛ حيث كشف تقرير بعنوان: "الأزمات والكوارث في مصر المحروسة"، أصدرته وحدة بحوث الكوارث بجامعة عين شمس، أن الفساد والفوضى وضعف الرقابة والمتابعة وراء كوارث الحرائق والأغرب أن القاهرة والإسكندرية والجيزة تأتي في صدارة المحافظات التي تتعرض للحرائق. كما أن نحو 50 في المائة من الحرائق المتعمدة تقع في الشهور الأربعة الأولى من العام قبل جرد المخازن العامة بشهرين تقريبًا.

قطعًا تلاحُق الحرائق يُؤكد وجود شبهة مصالح لقوى الفساد لإخفاء أشياء معينة تضرهم، وإيقاف الحرائق يتطلب وقوف جميع الأحرار والقوى الوطنية لفضح مؤامرات الفساد، والتي تتستر وراء تلك الحرائق، والتي تسعى لتدمير مصر.. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء،
يا رب العالمين .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة