منال العيسوى

كبش فداء جديد فى حادثة المنيا

الأحد، 14 ديسمبر 2008 07:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث عن كبش الفداء مهمة قومية لكل مسئول يغفل مهام مسئولياته ويستهين بالمواطنين، ولا تعرف إن كان كبش الفداء هذا مهمة يصرف عليها بدلاً أم لا، لكنك تجدها جزءاً من سيناريو محكوم، يبدأ فور الإعلان عن مصيبة ما أو فاجعة تأخذك تفاصيلها لمتاهة، تبدأ بتضارب أعداد المصابين والقتلى، ومسارعة بعض أعضاء مجلس الشعب بعمل استجوبات تخمد نيرانها فور خروجها من النائب للوزير المسئول، وتضارب التصريحات لن يمنع خروج قرار من مسئول إن فلان هو الجانى الحقيقى فيما حدث.

ولن تفاجأ حين تبحث فى أوراق هذا الجانى لتجده عاملاً بسيطاً أو موظفاً غلبان، أو شخصاً لا يذكر موقعه الوظيفى على خريطة الهيكل الوظيفى بدءاً من ساعى الوزارة وحتى الوزير.

فحين تتذكر حادثة قطار الصعيد ستعرف أن الجانى هو سائق القطار، وحادثة المترو كان وراءها إهمال الركاب فى اتباع وسائل الأمان، وحريق المسرح القومى عامل الفراشة، وسرقة الآثار وإهمالها عدم اهتمام الناس بها والتعامل معها بازدراء، ومقتل نادين كان الحداد وأحمد برادة كان وياماكان.

هكذا الحال فى كل المصائب، لابد من وجود كبش فداء، وفى فاجعة حادثة أتوبيس المنيا اليوم الأحد، التى راح ضحيتها أكثر من 51 قتيلاً، ستجد السائق هو المذنب ربما كان سرحاناً أو مخموراً أو فلتت من يده عجلة القيادة!!!، وهذا السبب الرئيسى وراء الحادثة، وبالطبع لا يمكن أن يكون الطريق الملىء بالمطبات هو السبب، وطبعاً أكيد إن السيارة كانت فى الصيانة ويدوب خرجت من الجراج على الطريق السريع فوراً، ومش ممكن تكون هى الوحيدة التى تخرج خطوط سير طويلة ولم تمر على الصيانة الدورية، ولأنها ليست سيارة مكيفة أكيد الحر هو السبب رغم إننا فى الشتاء!!.

لم أنس يوماً خبر استقالة وزير الصحة باليابان، ثانى يوم لتوليه مهام وزارته بسبب وفاة أحد الأطفال بسبب الإهمال الطبى، هذا فى اليابان، أما فى مصر كان هذا العام بمثابة مضبطة لأخطاء الحكومة الحالية، فالكوارث تأتى تباعاً، وكل مصيبة منها كفيلة بإقالة الوزارة بأكملها أو على الأقل إقالة الوزير المسئول.

حادثة المنيا تفتح ملف الإهمال فى الطرقات، وإهدار أرواح المواطنين بالآلاف، وتغاضى مسئولين عن حقيقة الأمر، وكأن دستورهم "دفن الرؤوس فى الرمال"، ويمكن الوزير اللى يجى يبقى يصلح.

سيخرج عليك نواب غاضبون، وهم يحذرون من خطورة تلك الحوادث على التنمية والاستثمار فى البلاد، خاصة القاهرة الكبرى التى تعتبر أحد المراكز الهامة فى منطقة الشرق الأوسط اقتصادياً وسياسياً وسياحياً. وفى أيديهم دراسات عن أحوال الطرق فى مصر، فإن وفيات حوادث المرور فى البلاد زادت فى عام 2007 بنسبة 30% مقارنة بعام 2006، وأن المصابين فى تلك الحوادث أصبحوا يشغلون 15% من إجمالى أسرة المستشفيات.

وإذا حالفك الحظ ستجد إجابة عن مشروع القانون الجديد الذى أعلنه الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس البرلمان، الذى يتضمن تغليظاً للعقوبات على المخالفين لقواعد المرور، وستعرف أن اللجنة المختصة قدمت للحكومة العديد من التقارير والتوصيات للحد من الأسباب التى تؤدى لوقوع الحوادث، وستقرأ فى إحدى الصحف إحصائية عن حوادث الطرق، لتعرف أنه يموت حوالى 1.2 مليون شخص بسبب حوادث الطرق سنوياً، وهناك ما بين 30 و50 مليون إصابة قد تصل نسبة العجز والقصورات إلى نسبة 30% ويعيش أكثر من نسبة 80% من هؤلاء فى الدول النامية، رغم أنها لا تملك أكثر من 20% من عدد المركبات. ‏

وسيقفل الملف ويزج كبش الفداء فى الحبس، وتدور الدوائر وتتصفح حادثة أخرى، لتملك براعة فى التكهن بكبش الفداء المحتم عليه دفع الثمن للإهمال واللامبالاة.
وستستمتع بفؤاد حداد وترد:
ليه كل ما نقول آه
الناس تقول الله
أنا المُغنى
ضلوعى زى الشجر
بتفرش الظله
وبتبنى سقف البيت
لما الحيطان تعلى








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة