دخل الرئيس الأمريكى جورج بوش التاريخ مرتين عبر البوابة العراقية, المرة الأولى باعتباره أول رئيس أمريكى يغزو دولة عربية، والمرة الثانية باعتباره أول رئيس أمريكى يُضرب بالحذاء.
ضرب بوش بالحذاء فى بغداد أقفل قوساً كبيراً بدأ بالمشهد الشهير للجندى الأمريكى وهو يغطى رأس تمثال صدام بالعلم الأمريكى قبيل إسقاطه بالمدرعة الأمريكية، فى إشارة إلى استقرار الأمر للمحتلين فى العاصمة العراقية .. والآن تم إقفال القوس بإشارة الرفض الشعبى للاحتلال الأمريكى، التى تعنى الطرد الحتمى للقوات المحتلة.
رسالة الوداع التى تلقاها بوش فى بغداد, تلخص مسار الوجود الأمريكى فى العراق وتربطه بحقبة جورج بوش الابن فقط، فهو الغازى المحتل وهو المطرود المضروب بالحذاء شأن كل محتل غاصب. أتساءل الآن: ما الذى سيبقى فى الذاكرة الشعبية لجورج بوش الابن؟
أولاً: إنه ضرب بالحذاء فى العراق.
ثانياً: إنه فتت الشعب العراقى إلى فسيفساء وأعراق كانت مندمجة فى وحدة متكاملة تعبر عن التنوع الخلاق لبلاد الرافدين, فأطلق بذلك حرباً أهلية وصراعاً مجتمعياً لن يزول للأسف الشديد بزوال الاحتلال الأمريكى.
ثالثاً: إنه نهب المتاحف والآثار العراقية الفريدة والتى لا تقدر بثمن.
رابعاً: إنه مسئول عن تهجير ملايين العراقيين وإصابة ملايين آخرين منهم بالسرطانات من جراء قنابل اليورانيوم المنضب والأسلحة المحرمة الأخرى التى ألقاها جنوده على المدن والقرى العراقية.
خامساً: إنه نهب الثروات الطبيعية العراقية وأوصل العراق من بلد غنى, حتى وهو تحت حكم الديكتاتور صدام, إلى بلد فقير فقراً مدقعاً.
سادساً: إنه الرئيس الأمريكى الذى أسقط الديكتاتور صدام حسين.
سابعاً: إنه استخدم حروبه فى أفغانستان والعراق لاختطاف الشعب الأمريكى وسلبه حرياته المدنية والسياسية بصورة لم يسبقه إليها رئيس أمريكى آخر.
ثامناً: إنه الرئيس الأمريكى الذى أعاد الأمل للأنظمة الاشتراكية مرة أخرى بسياساته الخرقاء.
تاسعاً: إنه الرئيس الأمريكى الذى تلقى الهزائم السياسية من روسيا فى جورجيا وفى الجمهوريات السوفيتية الإسلامية السابقة, وسمح بنهضة الدب الأحمر من جديد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة