وكأنه أمر طبيعى أن نرى على شاشات الفضائيات إخواننا وأطفالهم يُذبحون فى عز الظهر والعصر والمغرب والفجر، وأى وقت يعجب سافكى الدماء، الصهاينة، محتلى فلسطين، بوطن مدعوم من إدارة أمريكية لا يعرف عنها الأمريكان أى شىء سوى الضمان الاجتماعى والصحة العامة والشوارع والمياه والكهرباء وإعانة البطالة، وملهمش دعوه بأى عربى ابن ستين عربى ذينا يموت، يغور هو واللى خلفوه حتى، وهما مالهم؟!
طبعاً إخوانا، الله يهديهم أو يهدينا لطريقة تريحنا منهم، صوروا العربى على أنه سفاح وبتاع نسوان وبياكل خروف من غير شوكة وسكينة ياى!
الشعوب العربية ليست أقل بهتاناً من الأنظمة العربية، فالشعوب مشغولة بالحضارة، يعنى الدش والإجازة على أى بلاج حتى لو كان ترعة المحمودية أو سوبر مارينا وشرم هانم، مع الاهتمام بعربية لكل فرد فى الأسرة إن أمكن أو حتى توك توك.
حتى دماء الأطفال أصبحت عرضاً مباحاً على الشاشات الفضائية التى يظهر عليها أصحاب المصالح، سواء حكومات أو رؤوس أنظمة أو معارضين، ليدلى كل منهم بدلوه فى كيف يمكن أن يسيطر .. وشوية شتيمة فى الآخر.
حتى إذاعة الأحداث الدامية وصور أهالينا الشهداء فى فلسطين أصبحتُ متأكداً أنها تعرض علينا لحظة بلحظة، حتى نتعظ ونعرف كويس اللى عايز يحارب أو يدافع عن الوطن هيكون جزاؤه إيه؟!
موت وخراب ديار وغياب للأكل والشرب والملابس الماركات والنور والكورة والديسكو والإسفلت والبلاج .. يالهوتى .. طيب يا عم ما شوية مظاهرات أحسن مش كده برضه!
المصيبة أن حماس عايز شوية ضرب علشان تدبس الحكام العرب أمام شعوبهم وتطلع عينيهم فى فض المظاهرات، ولا مانع من كام معتقل داخلى فى كل بلد لزوم التأييد.
أما الأخ أبو مازن، اللى أنا مش عارف هو بينام الليل إزاى، وهو عارف إن دم كل الشهداء فى يديه، لكن طبعاً عاملى فيها رئيس يعنى حرس وقصر رئاسى وأكل ودوا مستوردين .. مش رئيس متحاصر يا جماعة.
والله حرام أن نشتم ونشجب سكوت الحكام، لازم نبدأ بأنفسنا ونعرف إن العين الحمرا اللى عايزين نظهرها لإسرائيل محتاجة التخلى عن مظاهر الحضارة إحنا والنيلة الصهاينة إلى أن يعاد التقسيم على نظيف، لأنهم لا يقنعون إلا بالضرب بالبتاعة اللى انضرب بها عميلهم الأول جورج بوش..
آه أقصد جورج شوذ، كما يجب أن يدعم أثرياء العرب منظومات إعلامية عالمية بكل ما أوتوا من أموال من جراء حكمهم لشعوبهم، تعطى صورة طيبة عن العربى المسلم.
أما حكاية المظاهرات والاستقلال التام أو الموت الزؤام، فهى تحتاج لشعب يعيش كما عاش المصرى عندما طالب بالاستقلال ولم تهمه الحضارة وقسط العربية والشقة فى "الكمباون".
والله إحنا ألعن من الحكام، لأن الكل يريد الوصول للحكم، ولم نرَ إصلاحياً عربياً واحداً لا يتعاون مع السلطة حتى طلباً لموعد مظاهرات أو تصريحاً بأن يقول كام "بق" فى العروبة والتحرر!!
والله حرام 540 أسرة لا نقدم لها شيئاً سوى البقاء والدوام لله .. وشوية مظاهرات وكام حنجورى يطلعوا فى الفضائيات بالأجر طبعاً، وعلى المستوى الرسمى الشجب والإدانة والرفض ومطالبة العدو المظلوم يا حرام ياعينى من العيال الفلسطينيين دول بضبط النفس!!
البقاء لله فى الشعوب قبل الحكام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة