فاطمة خير

لغزة .. لا لحماس

الإثنين، 29 ديسمبر 2008 01:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثناء أحداث الحرب العراقية ـ الإيرانية، فى ثمانينيات القرن الماضى، لفت نظر الجنود العراقيين، أن الأسرى الإيرانيين حالما يقعون فى الأسر، يطلبون كوب ماء؛ فإذا جاء ، أخرج الواحد منهم مفتاحاً من ملابسه، وقلب به الماء، بعدها ينظر إلى من حوله فى إحباط .. ويصمت، وعند سؤال أحدهم، قال إن هذا المفتاح هو "مفتاح الجنة"، وأنهم فى الجيش الإيرانى يمنحون الواحد فيهم هذا المفتاح، ويطلبون منه القيام بتقليب كوب ماء به، حينها سيجد نفسه فى الجنة!

الخدعة الإيرانية التى استخدمها القادة الإيرانيون حين ذاك، كأحد أساليب التهيئة النفسية للجنود، لدفعهم إلى الحرب التى طالت نارها الجانبين ما يزيد على الثمانية أعوام، يبدو أنها تعود للحياة من جديد، هذه المرة فى غزة، فمفتاح الجنة "الفارسى " عفواً .. الإيرانى، يتجسد الآن فى صورة أكثر دراماتيكية، تتمثل فى تقديس مهاجمة مصر، كأنها السبب فى كل الوجع الفلسطينى، هجوماً يبدو وكأنه منظم بالتوازى مع الحملة العسكرية الإسرائيلية ـ غير المفاجئة ـ على قطاع غزة المكلوم.

يقول أحد المتطاولين على مصر، أن موقفها الرسمى كاذب، وأن مصر ترغب فى دخول الجرحى إليها كى يموتوا فى عربات الإسعاف غير المجهزة! وأن مصر لا ترغب فى دخول المساعدات الطبية إلى أهل غزة، لأن هذا أضمن لإنقاذهم!

بأى حقٍ يتطاول أحد من الأساس على مصر؟، وبأى منطق تتهم مصر الآن بالعداء لأهل غزة؟ وأى عاقل يصدق أن مصر تبعث بسيارات إسعاف غير مجهزة ليموت الجرحى قبل نقلهم إلى المستشفيات؟

وقبل كل ذلك: لمصلحة من تحجيم دور مصر واتهامها فى عروبتها؟

ستنطلق المظاهرات فى كل ربوع المحروسة، سيخرج الطلبة فى الجامعات ثائرين بمشاعر شابة لن تلبث أن تخمد، وسيخرج المهنيون أمام نقاباتهم مطالبين بمواقف أكبر بكثير مما هم قادرون على القيام به لأجل إنقاذ نقاباتهم الغارقة، وسيقف أعضاء مجلس الشعب يلطمون الخدود ليسرقوا الكاميرات ويشاهدهم ناخبوهم فى دوائرهم الانتخابية فيقولون : الله .. كمان والنبى، ستفرد الصحف صفحاتها الأولى بصور "تقطع القلب" لتضمن ارتفاع التوزيع.

سيحدث كل ذلك، وسيظل أهل غزة يموتون .. دون منطق، سيموتون لأن حماس ترى أن كرسى الحكم أهم من حياة أهل غزة، ستناضل حتى آخر نقطة دم فلسطينية فى القطاع، مقابل أن تمنحهم الشهادة ومكاناً فى الجنة.

سيموت أهل غزة لأن قوى "المقاومة" ترى أن صراعاتها، هى الأولى بالنضال لأجلها.

لن تعود "الحطة" الفلسطينية رمزاً للمقاومة الشريفة، فقد تلونت بالأحمر .. اللون الذى يليق الآن بهامات رجالها.

عاشت فلسطين حرة عربية ..
وعاش أهل غزة أعزاء .. أو ماتوا كرماء
وتحيا مصر








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة