د. سهير عبد الفتاح

أيام أسمهان

الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الأيام هى على ما يبدو أيام أسمهان عن شهر رمضان الأخير، تابع المشاهدون حلقات المسلسل الذى أحيا ذكراها بعد أربعة وستين عاما على رحيلها المأساوى، وقد تعددت ردود الفعل إزاء هذا المسلسل، ووصلت إلى حد التناقض.

بعض التعليقات اعترفت له بالجودة، خاصة فى رسم الجو الذى وقعت فيه الأحداث، سواء فى بلاد الشام أو فى مصر، جبل الدروز والقاهرة فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، وأيضا فى اختيار أبطال المسلسل ورسم شخصياتهم التى ظهرت فيها كفاءة المخرج فى الاختيار وقدرة الممثلين على تقمص الشخصيات والكلام بلهجاتها المختلفة بصورة طبيعية وبدون افتعال، والغناء أيضا بأصوات قريبة جدا من صوت أسمهان الذى نعرفه وصوت فريد الأطرش، لكن الحرص على تقليد النبرات الخاصة بأسمهان وفريد أدى إلى شىء من المبالغة والسؤال هنا: هل كان الأفضل تقديم الأغنيات بالأصوات الأصلية عن طريق التسجيلات الموجودة أم تقديمها بأصوات قريبة منها كما حدث بالفعل؟

وهنا ردود فعل أخرى على المسلسل شككت فى بعض الوقائع التى ظلت دائما مجالات للأخذ والرد فى حياة أسمهان، كالوقائع الخاصة بعلاقاتها الشخصية واتصالاتها ببعض الأجهزة الأجنبية فى سنوات الحرب العالمية الثانية، وقد وصلت بعض ردود الفعل إلى إتمام المسلسل بالإساءة إلى أسمهان وأسرتها ذات المكانة الخاصة بين الدروز عامة والسوريين بالذات.
ومهما كانت الآراء مختلفة، فالمسلسل استطاع أن يذكرنا بأسمهان وبالعصر الذى عاشت فيه والفنانين والشعراء والكتاب والسياسيين الذين اتصلت بهم، وهذا شىء إيجابى، خاصة فى هذه الأيام التى غابت فيها الأصوات الجيدة، ولم يعد الجيل الجديد يعرف الكثير عن العصر الذهبى للغناء المصرى العربى.

وفى هذه الأيام أيضا، وفى هذا الأسبوع بالذات تحل الذكرى الحادية والتسعون لميلاد أسمهان التى فتحت عينيها على الحياة يوم 24 نوفمبر 1917 لأسرة درزية عريقة، فأبوها هو حسن الأطرش من أمراء جبل الدروز فى سوريا وأمها عالية المنذر من دروز لبنان، وأسمهان لم تكن أسمهان عندما ولدت، فقد سماها أبوها آمال، أما أسمهان فهو الاسم الذى اختاره لها أستاذها الملحن داود حسنى فاشتهرت به.

وقد ولدت أسمهان على ظهر سفينة تركية قديمة كانت مهددة بالغرق بسبب العواصف التى تعرضت لها، وقد ظلت هذه العواصف تحيط بأسمهان طوال حياتها القصيرة حتى أغرقتها فى مياه النيل غرب طلخا فى اليوم الرابع عشر من يوليو سنة 1944 وهى لم تكمل السابعة والعشرين من عمرها. كيف استطاعت أسمهان أن تحتل هذه المكانة فى عالم الغناء العربى فى هذا العمر القصير؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة