ارجموا دينا أو ألقوا بها فى غياهبِ ظلامِ جبٍ، لأنها أرادت أن تشعلَ قنديلاً من نورٍ يضئُ ثقافةَ الظلامِ والسكوتِ الخبيثِ.
نعم ارجموا دينا واقتلوها ألفَ مرةٍ لأنها فتاةٌ حقيقيةٌ أرادت أن توضحَ أن للقلب والشباب أحوالاً ونبضاتٍ قد لا تفرقُ خلالها بين اللونِ والدينِ والجنسيةِ.
نعم ارجموا دينا لأنها نطقتْ حقاً فاعتبر كفراً، لأنها حاولت استبدال معانى الخوفِ بأجمل المشاعر الحقيقية النبيلة الشفافة التى عاشتْها مع رامز أو غيره، دون أن تدركَ أن طيورَ الظلامِ تطلبُ أموراً إدارية سوداءَ لاستكمالِ مشوارِ الحياةِ قد تختلفُ حولها الأديانُ أو الأجناسُ أو الألوانُ.
نعم ارجموا دينا بعد الألف مرة .. ألفَ مرةٍ، لأنها أفزعتكم ونطقتْ صدقاً، لكن فاتها أن تؤكدَ أن محمدَ قد يحبُ مريمَ، فلما لا تحبُ عائشةٌ جرجسَ؟! وحتى لو أخطأ العقل تفاصيلَ يوميةً، فإن للقلب شأناً آخرَ.
نعم اقتلوها أو ارجموها، لكن قبل هذا، اسألوا أنفسكم ألف مرة من يدفع فاتورةَ تخريبِ الأوطانِ، واسألوا أنفسكم أيضاً كم حب غير محمد من آل مريمٍ واستكملا مشوارَ العقيدة، بعدما قيدهما القلبُ بدفء المشاعر. واسألوا أنفسكم مجدداً هل استطاع حبُ جرجس أن ينقل عائشةَ إلى خانة المحبين الصادقين، بحب عذرى، فتوافق القلبان وامتزج الاثنان حباً وديناً وجنساً ولوناً ووطناً. واسألوا أنفسكم أيضاً تجارَ خرابِ الأوطانِ عن معانى الحبِ، والوطنِ الذى كان يتدفقُ فى شريانِه حبٌ عظيمٌ بدماءٍ اختلطَ فيها الهلالُ مع الصليبِ، ولو كره الجاهلون الذين يسألون الشفافيةَ فى أفعالِ غيرهم ويبحثون عن الحقيقةِ فى نفوسهم المريضةِ، فلا يجدونها لأنهم يحبون حياة سوادِ القلوبِ والعقولِ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة