ببساطة وهو أمام لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب، يقول الوزير- وأى وزير هو، وأى كلام كان يقوله، إنه على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى المصرى - و كما قرأت على لسانه فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 30 يناير 2007 :
" قاطنو العشوائيات كسيبة، ولا يعانون أزمة نقص فى الدخل، ومشكلتهم فقط فى الصورة التى يعيشون بها حياتهم والمساكن التى يقيمون عليها ..." !!
الخبر صدمنى، وأصابنى بمشاعر وأفكار متداخلة، قد يصعب التعبير عنها فى سطور قليلة ، وربما تكون أفضل طريقة للتعبير، هى أن اكتفى بوضع علامات التعجب حتى نهاية المقال ، فعندما يغيب المنطق فى الحوار .. علينا بالصمت . عندما يصبح الحديث العبثى محل نقاش وجدل وأخذ ورد وتعليق واستجواب .. فهذا أمر يجرنا إلى خسارة أنفسنا ومجتمعنا . والحقيقة أن المجتمع اكتفى وتشبع بالعبث وبالخسارة التى لا يدفع ثمنها سواه !!
عندما يأتى يوم يصرح فيه وزير التضامن الاجتماعى بأن سكان العشوائيات "كسيبة"، ويصرح ( كبارات) البلد بأن "مايغركوش" المساكن الصفيح وأكوام الزبالة والبيوت الخشبية المتهالكة، أو البيوت الآيلة للسقوط التى يعيشون فى نعيمها ، أو المناطق التى لا تعرف الصرف الصحى ولا المياه الصالحة للاستخدام الآدمى ، فإن سكان هذه المناطق المحرومة من الحياة والذين يبلغ تعدادهم ما لا يقل عن 20 مليون مواطن فى أرجاء مصر المحروسة، كل هؤلاء سعداء وكسيبة ويلعبون بالفلوس لعب، أما أولادهم فيتلقون أفضل تعليم ، وأما حالتهم الصحية فمثالية، ولا تصيبهم الأمراض الوبائية إطلاقا، وإن مرض أحدهم فإنهم يتوجهون فورا للعلاج فى المستشفيات الخاصة أو يسافرون للخارج. إنهم قوم مرفهون ، كسيبة ، ولا يغرنكم يا سادة بيوتهم أو الأماكن التى يعيشون فيها ، إنهم يلعبون لعبة ( بال ماسكيه ) أى ( حفلة تنكرية )، ولا هم قنابل موقوتة مصنوعة من الغضب والفقر والجهل والظلم الاجتماعى والسياسى والاقتصادى،
ولا هم محرومون من الحقوق الدنيا فى الحياة الآدمية الكريمة ، ولا هم مصنفون من قبل خبراء الاجتماع على أنهم أحد أهم أسباب الإرهاب والانحراف الاجتماعى .......
إنهم وكما لخصهم وزير التضامن الاجتماعى ( كسيبة ) .
لن أجادل الوزير ولن أناقشه بالطبع ... لأنه لا تعليق منطقى مناسب على هذا التصريح العبثى سوى أن أقنع نفسى أن هناك خطأ ما مطبعياً ورد بالجريدة الناشرة للخبر – مع الاعتذارللمصرى اليوم - وأن سيادته كان يتحدث بالطبع عن سكان العشوائيات المجاورة لبفرلى هيلز، الذى يصل دخل الفرد منهم إلى 4 دولارات يوميا ...أى بمستوى دخل ناظر مدرسة أو مدير إدارة بجهة حكومية .
أو أن المتحدث هو وزير تضامن اجتماعى لدولة أخرى – ليست مصر بالطبع .
سيدى الوزير المصيلحى ... عن أى مجتمع تتحدث سيادتك ومع أى مجتمع تتضامن؟!