مسئولو اقتصاد العالم: اتجاه لأزمة اقتصادية حادة

يبدو أن أزمة الخبز التى نعيشها فى مصر ليست الأخيرة، وأننا لن نكون وحدنا فيها بل ستشمل العالم بأسره.
تصريحات متتالية صدرت من أكثر من مسئول اقتصادى دولى لا تبعث على التفاؤل بمستقبل العالم الاقتصادى، فقد أكد دومينيك ستروس، المدير العام لصندوق النقد الدولى – الاثنين- أن الأزمة المالية الحالية ستدوم طويلاً، وستكون لها عواقب اقتصادية وخيمة، وأن الدول النامية ستتضرر هى الأخرى، جراء الأزمة المالية التى تنحصر فى الولايات المتحدة والدول المتقدمة حتى الآن.
وأضاف "أنه لا فصل بين الدول المتقدمة والدول الناشئة، لكن هناك تفاوتاً فى الوقت، وأن توقعات النمو لصندوق النقد لهذه الدول تفاوتت من 0.75 إلى نقطة واحدة من النمو".
وأيد هذا الرأى الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنجيل جوريا، الذى أضاف "أن الدول التى تعيش تقليدياً فى أزمات مثل أمريكا اللاتينية أكثر قوة وأكثر استعداداً".
وفى باريس أيضا أكد روبرت زوليك رئيس البنك الدولى "أنه لا يوجد بلد بمنأى عن الأزمة المالية العالمية"، رافضاً نظرية الفصل بين الدول الغربية التى تواجه صعوبات وبين الدول الصغيرة مرتفعة النمو.
وقال زوليك، فى مؤتمر صحفى فى مقر مكتب العمل الدولى فى جنيف، "لا أعتقد أن هناك دولا فى منأى ولا أعتقد أن هناك فصلا بين الدول".
وأضاف "أعتقد أنه سيكون للأزمة بعض الآثار على المستوى التجارى والمالى".
وأشاد بالنشاط القوى للصين والهند وبكون الاقتصاد العالمى مدعوما من "أقطاب نمو متعددة".
إلا أنه أشار إلى أن بعض الدول الناشئة ستواجه نفقات اقتراض أعلى بقليل منذ اندلاع الأزمة المالية فى الولايات المتحدة صيف 2007، وإلى أن بعض الدول تقترض أقل مما ترغب. وأعرب عن قلقه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة "الذى يضع الدول الفقيرة تحت ضغط رهيب".
وعلى صعيد متصل، اعتبر مدير صندوق النقد الدولى لمنطقة أوروبا مايكل دبلر، أن أوروبا غير مهددة بانكماش اقتصادى فى الوقت الراهن حتى لو كان صندوق النقد سيتوقع تراجع نسبة النمو فى هذه المنطقة عندما يعيد النظر فيها.
وردا على سؤال حول احتمال حصول انكماش فى أوروبا نتيجة انتقال العدوى إليها من الولايات المتحدة، أجاب دبلر أن "ذلك ليس جزءا من توقعات صندوق النقد الدولى"، موضحا أن أرقام مؤسسته حيال النمو فى القارة العجوز والتى ستنشر فى غضون بضعة أسابيع منخفضة، لكن لا أحد يتحدث عن انكماش فى الوقت الحالى.
ورفض دبلر توضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة تجد نفسها فى حالة انكماش"، مكتفيا بالقول إن "التطورات الاقتصادية ستتجه بوضوح نحو ضعف النمو فى هذا البلد".
ورأى أن تفاعلات الأزمة المالية فى أوروبا ستكون مع ذلك أقل مرتين من قوتها فى الولايات المتحدة.