سليم عزوز

80 عاماً من "اللوع"!

السبت، 22 مارس 2008 06:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذا العام يحتفل الإخوان المسلمون بمرور 80 عاماً على نشأة جماعتهم.. والتى لم تنجح فى شىء طوال هذه السنوات ، مثلما نجحت فى استخدام "اللوع"، والخطاب المزدوج، واستخدام المناورة السياسية من أجل كسب الأنصار, وحصار الخصوم, فهم يستخدمون لكل عصر أسلحته, ولو كان هذا من شأنه أن يدفعهم للتنكر لأفكارهم التى سبق أن طرحوها, فهم يعتمدون على أن ذاكرة الناس ضعيفة, تنسى الماضى ولا تنتبه إلا للحاضر.
وتاريخ الجماعة خير شاهد على قدرة الإخوان الفائقة فى المناورة، باعتبارهم ساسة محترفين من ناحية, ومن ناحية أخرى باعتبارهم الأكثر قدرة على استخدام مبدأ "التقية" أفضل ما يكون الاستخدام!
وليس أدل على ذلك من ادعائهم الانحياز للديمقراطية وقبولهم للتعددية السياسية, وللآخر بشكل عام, مع أن الدارس لتاريخهم سوف يتأكد بسهولة أن ما يروجون له، ويشيعونه من الإيمان بالديمقراطية وقبول الآخر ليس صحيحاً بالمرة, بل إن العكس هو الصحيح, ولنا أن نعلم فى هذا السياق أن المرشد المؤسس الشيخ حسن البنا دعا إلى ضرورة القضاء على نظام الحزبية, وقال فى مجلة "الإخوان" فى عددها الصادر بتاريخ 22 يوليو سنة 46 "لقد آن الأوان لأن ترتفع الأصوات مطالبة بالقضاء على نظام الحزبية فى مصر لمخالفته للنهج الإسلامى" داعياً إلى حل الأحزاب القائمة!
فإذا قالوا الآن إن هذه الدعوة كانت فى مواجهة أحزاب الأقلية التى كان الملك يصنعها قبل الثورة لضرب القوى الوطنية, والتصدى لحركة الجهاد الوطنى, فإن الرد على ذلك أن الملك الفاسد كان حليفهم هم, وأن السراى هى التى أمدتهم بالمال، والعتاد، من أجل أن يتصدوا لحزب الوفد، الذى كان يمثل الشعب المصرى بكل طوائفه فى معركته ضد الملك، الذى كانوا يتغزلون فيه وفى ورعه وصلاحه, وأهليته فى أن يكون خليفة للمسلمين. وقد كانت مظاهراتهم تخرج لتهتف باسمه لدرجة أن الجماهير عندما كانت تخرج فى مظاهرات وتهتف "الشعب مع النحاس" تقصد بذلك الزعيم الوفدى مصطفى النحاس, كان الإخوان يسيرون مظاهراتهم لتهتف "الله مع الملك"!
ولقد عقدوا مؤتمرهم العام الرابع لسبب واحد يتيم، وهو الاحتفال بعيد اعتلاء الملك العرش. فضلاً عن أنهم تحالفوا مع أحزاب الأقلية التى يقولون, وقولهم صحيح, إن الملك الفاسد هو الذى صنعها لضرب القوى الوطنية والتصدى لحركة الجهاد الوطنى. وقد تصدوا هم لهذه الحركة ممثلة فى حزب الوفد!
ويذكر الإمام حسن البنا فى كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" أن البعض فى بداية تأسيس الجماعة قد وشى به إلى السلطات, واتهموه بالسب فى الذات الملكية, مع أنه كان بريئاً من هذه التهمة باعترافه, وقال إنه ثبت من خلال التحقيق بطلان التهمة, وثبت أنه كان يملى على تلاميذه فى المدرسة - حيث إنه كان مدرسا فى ذلك الحين - موضوعات فى الثناء على الملك يعدد من خلالها مآثره!
ويوم أن مر الملك المفدى من الإسماعيلية حيث كان يقيم، أمر رجاله بالخروج لاستقباله على الأرصفة، والهتاف باسمه، مبرراً ذلك بقوله: "حتى يفهم الإنجليز أننا نحب ملكنا ونحترمه", مما دفع أحد رجال البوليس إلى أن يكتب تقريراً يقترح فيه على الحكومة تشجيع الجماعة وتعميم فروعها فى البلاد "لأن فى ذلك خدمة للأمن والإصلاح"!
وعندما تم إلغاء الخلافة طالب بعض الحكام بها لأنفسهم, وكان الملك فؤاد ومن بعده ابنه فاروق منهم, وقد عمل الإخوان كل ما فى وسعهم من أجل تقديم فاروق الذى عرف بانحلاله فى صورة الناسك الزاهد ليهيئوا الرأى العام ويعبئوه لقبوله خليفة للمسلمين، فقد وصفه حسن البنا "الإمام الشهيد" بأنه "حامى المصحف" وقال عنه "إنه ضم القرآن على قلبه ومزجه بروحه". الإخوان الآن يقولون إنهم مع التعددية السياسية، بل ويقومون بتأسيس حزب خاص بهم.. منتهى اللوع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة