طلب منى رئيس التحرير أن أقوم بحصر أسماء جميع عمداء كليات جامعات القاهرة وعين شمس وأسيوط لغرض وضعها فى قاعدة بيانات "اليوم السابع" فى أسرع وقت ممكن. وكان من الطبيعى ونحن فى زمن العولمة الذى تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة، أن يكون الحل الأيسر والأسرع هو استخدام شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) من خلال موقع هذه الجامعات وعن طريقها أدخل على موقع كل كلية وبالتالى أستطيع الوصول إلى عمدائها وأحصل على ما أريده من معلومات.
ولكنى للأسف اصطدمت بالعديد من الأشياء المؤسفة خلال تفقدى موقعى جامعتى القاهرة وعين شمس والكليات التابعة لهما.
بداية، لم يفتح موقع الجامعتين بسهولة وإنما بعد عناء، كما أن كل الكليات ليست متاحة على موقع الجامعة التابعة لها، وهنا أخص بالذكر موقع جامعة القاهرة، الجامعة الأم فى مصر. والغريب أن بعض الجامعات "تتفذلك" وتضع مواقعها باللغة الإنجليزية دون العربية وهى اللغة الرسمية لطلابها.
أبدأ من كلية الآداب وأحييها كثيرا. فمنذ الوهلة الأولى سوف تجد عميد الكلية أمامك يرشدك للطريق الصحيح. أما كلية الحاسبات والمعلومات، فهى من الكليات التى أطلقت عليها سابقاً لفظ "متفذلكة" فموقعها يتحدث الإنجليزية فقط دون العربية، ثم أننى تهت فى كيفية البحث عن عميد كليتها. ولكن الكلية اكتفت بوضع صورة على صفحتها الرئيسية فقط، يمكن أن يكون للشخص المطلوب، ويمكن لا.. أول ما تدخل إلى الموقع، تجد شخصا مجهول الهوية جالساً على مكتب ويبتسم. فالكلية لديها كل الأيقونات المرشدة للمستخدمين ولكن دون وجود أيقونة مهمة تحمل عنوان Staff""، أو أسرة الكلية، بما فيها من هيئة الكلية.
وكلية التجارة حالها مثل حال زميلاتها من الكليات الشعبية، ينشر موقع الكلية فى صفحته الرئيسية تقديما للعميد يسهل على المتصفحين التعرف عليه، وكذلك الحال بالنسبة لكلية الحقوق التى تأتى فيها صورة واسم العميد واضحتين فى صفحة الموقع الرئيسية.
وحاولت كلية العلوم أن تتميز فى موقعها، ولكن للأسف جاء هذا التميز على حساب البساطة والسهولة، فحين تتصفح الصفحة الرئيسية للكلية ستجد نموذجاً مرسوماً للذرة عندما تضغط على أى أيقونة يتحرك هذا النموذج "معتما" على كل شى، مما جعلنى أتهوه فى دهاليز الموقع العبقرى ولم نستطع الوصول لمعلومات عن عميد الكلية.
وعلى الرغم من أن موقع كلية الهندسة جاء باللغة الإنجليزية، إلا أنها حملت فى "أيقونة الإدارة" اسم وصورة عميد الكلية. الغريب والعجيب هو ما وجدته فى موقع كلية التمريض: فالموقع يعرض شريطا للأخبار الحديثة جدا. ولكنك عندما تدخل على أيقونة الإدارة وبقية الأقسام تجد جملة مكتوبة بالخط الأزرق وباللغة الإنجليزية تحمل " نأسف هذه الصفحة مازالت تحت التأسيس". فكيف لموقع كلية تهتم بشئون التمريض أن تبث أخباراً سياسية محدثة أول بأول عن حماس ومسئوليتها عن عملية القدس على سبيل المثال، وتترك ذكر اسم وعميد الكلية تحت التأسيس، الأمر الذى قد يسبب لها أزمة حقيقية.
آتى بعد ذلك لكليات الجامعة الأم والأعرق فى المنطقة. ومن هذا المنطق السابق ـ منطق العراقة والتميز ـ بدأت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. فعندما تدخل على موقع الكلية ولكن عن طريق موقع الجامعة، ستفأجى بأيقونة متحركة أقرب إلى الرسوم الكرتونية تتحرك ولا تقدم أى جديد، ولا تستطيع أن تدخل من خلالها على الكلية. وهذا اضطرنى آسفا للبحث على موقع الكلية الذاتى وعندما وجدته وحاولت أن أتصفحه باللغة الرسمية للبلاد، وجدت عبارة بالإنجليزية تقول "نأسف صفحة اللغة العربية تحت التأسيس". فإذا كان هذا هو حال أهم كليات الجامعة، والتى يأتى إليها الطلاب من كل الدول العربية والإسلامية بل والعالم أجمع، على اعتبار أنها الوحيدة المتخصصة فى شئون الاقتصاد والعلوم السياسية فى المنطقة، إلا أن هذا لا يجعلها تهمل لغتها الرئيسية التى يتحدث بها طلابها.
وعلى عكس كلية الاقتصاد، موقع كلية الإعلام الذى لايقل شأنا فى تميزها وهو ما انعكس على صدر صفحتها الرئيسية فخصصت "رابطا" للتعريف بعميدة الكلية وتاريخها.
أما بالنسبة لكلية حقوق القاهرة التى تعتبر ـ كما قلنا سابقا ـ أنها من الكليات المحترمة الشعبية التى تعرف رغبة زبائنها وتلبيها بسهولة، فأنك أول ما تتصفح موقع الكلية تجد اسم وصورة العميد واضحين، مع الإشارة إلى ذلك حتى يتمكن الجميع من معرفتهم ومعرفة تاريخهم.
وعند فتح موقع كلية العلاج الطبيعى من على موقع الجامعة ستجد نفسك "محلك سر".. فعلا!! لأنك سوف تكتشف أن موقع الكلية الموجود على موقع الجامعة ينقلك إلى موقع الجامعة نفسه دون جديد يذكر، فتشعر وكأنك فى دوامة من "موقع الجامعة لموقع الجامعة يا قلبى لا تحزن".
أما موقع كلية دار العلوم الذى يتضمن كالمعتاد نظام الدراسة والأقسام ونتيجة الكلية والدراسات العليا ولديها شىء جديد تحاول من خلاله التفرد وإبراز ما قدمته الكلية للوطن حيث توجد "أيقونة" تحمل عنوان "الأعلام من أبناء دار العلوم" تبرز من خلاله خريجى الكلية الذين تم تعيينهم فى مناصب مهمة وحصلوا على جوائز عدة من الدولة، ولكن غير المعتاد هو أن تغفل الكلية أى إشارة لإدارتها، حيث لم نعثر من خلال الموقع على اسم العميد أو الوكلاء أو أى شىء عنهم، والطريف أن الكلية تخصص أيقونه لرعاية الشباب وشئون الطلاب وتنسى العميد والوكلاء.
حتى أكون منصفا ولأتأكد من أنه ليست كل الجامعات المصرية بنفس حالة جامعتى القاهرة وعين شمس، قررت أن أدخل على أحد مواقع الجامعات الأخرى واخترت جامعة أسيوط.
فهى حقا تستحق الإشادة، فموقعها لا يقل جودة عن جامعات العاصمة ـ وإن كانت إقليمية ـ فى شىء، فهى جامعة لها تاريخ طويل الأمر، الأمر الذى انعكس على موقعها، فبمجرد أن تتصفح موقع الجامعة ستجد مواقع كل كلياتها بالإضافة إلى أرقام تليفوناتها وأرقام تليفونات العمداء والوكلاء وبريدهم الإليكترونى وكل هذه الأشياء صحيحة "مش مضروبة" لتسهل الاتصال والتواصل معهم.
كل ما سبق يجعلنا نفتح الملف القديم الذى يحمل "لماذا الجامعات المصرية ليست من ضمن أفضل 500 جامعة على العالم؟!" وأعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تضمنه هذا المقال، الذى بينّ فشل أهداف مبادرة الحكومة الإلكترونية التى أطلقتها مصر، وهى تغيير نظرة المواطن للخدمات العامة وتحسين مستوى الأداء الوظيفى للحكومة المصرية حتى يتماشى مع متطلبات العصر.
وكيف يتحقق هذا وحال مواقع جامعتنا بهذا الشكل، وهذه المعلومات التى أردت أن أحصل عليها هى معلومات بسيطة ومن السهل أن تتوافر فى أى مجتمع، أما لدينا فى مصر فهى من الأسرار العسكرية. يذكر أن حرية تداول المعلومات تعد من أهم الحقوق التى تعول عليها الأمم المتحدة فى مواثيقها واتفاقياتها باعتبارها مقوماً أساسياً من مقومات الديمقراطية التى لا غنى عنها تحت أى ظرف فى أى نظام ديمقراطى.
بما يضمن تحقيق أكبر قدر من الحرية فى نقل وتلقى الأفكار والمعلومات عبر الحدود ودون موانع.
وهذه القوانين والقرارات تحاول فى أغلبها التأكيد على أهمية هذا الحق فى المعرفة والتعبير عن الرأى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة