مدحت قلادة

خطف مصر

الثلاثاء، 15 أبريل 2008 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قانون العقوبات مادة أساسية يدرسها طلبة كلية الحقوق فى الجامعات المصرية أربع سنوات.
فى السنة الأولى مبادئ قانون العقوبات، والسنة الثانية قانون العقوبات العام "الجرائم الخاصة بالدولة"، والسنة الثالثة قانون العقوبات الخاص "الجرائم الخاصة بالأفراد"، والسنة الرابعة الإجراءات الجنائية "تشكيل هيئة المحكمة".
وبالطبع يوضح بالقانون الجريمة والعقاب المناسب لها , ولا يوجد شخص فوق القانون فالكل سواسية، وهذا بالطبع فى الدول المتقدمة، أما الدول المتخلفة فالقانون فى إجازة ويطبق عند الحاجة إليه فقط تبعاً للمثل المشهور "اللى مالوش ظهر ينضرب على بطنه".
ومن العجيب أن قانون العقوبات المصرى رغم تضمنه لكل أنواع العقوبات على الجرائم بشكل رادع له، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الجرائم ليست لها عقوبات، وهذا ليس فى مصر وحدها بل فى دول الشرق الأوسط ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
خطف الدين
خطف الدين ليس جديداً فى المنطقة بل الجديد تكفير الجماعات بعضها البعض، "الإخوان المسلمون ومنظمات الجهاد الإسلامى والجماعات السلفية... إلخ"، كل منهم معتقد أنه يطبق صحيح الدين فخطفوا الدين لأنهم يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة، فقاموا بتكفير الآخر واستحلال دمه وماله وعرضة وشرفه. المسلم وغير مسلم.
خطف اسم الجلالة الله فليس بغريب أن يكون هناك "حزب اسم الجلالة الله مثل حزب الله و جيش الله" واستباحوا كل شئ حتى هذا الاسم المنزه.
خطف الوطن
الوطن نفسه لم يسلم من الخطف، فاختزلوه فى شخصهم معتقدين أنهم أبناء أوفياء، والمخالف لهم ابن غير شرعى، ولم يحتملوا الآخر بل أساءوا إليه وسلطوا سيف الخيانة على كل الشرفاء محبى الوطن.
خطف النقابات
يوم 11/4/2008 يوم حداد لأقوى نقابات فى مصر "نقابة الصحفيين " خطفها خمسة أفراد بالتعاون والتنسيق بين الإخوان والأمن المصرى لتضييع سمعة النقابة، تتحول من نقابة الرأى والرأى الآخر إلى الرأى الواحد، رأى صوت البلطجية السياسية بالتعاون مع جماعات البلطجة الدينية، ويتغير شعار الصحفى وقوة حجته إلى الصحفى ونوع شومتة.
ومازال مسلسل الخطف مستمراً فمنذ انقلاب يوليو مازال مسلسل خطف مصر مستمراً، خطفوها للعروبة وخطفوها للإرهاب، وخطفوها للتخلف والكراهية والرجعية، فإلى متى يستمر مسلسل خطف مصر وإلى متى تستمر هذه الجرائم بلا عقاب؟ وإلى متى يستمر غياب العدل والحق والمساواة؟ "مسكينة يا مصر" حطمك الدهماء الغوغاء ولا عزاء للشرفاء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة