خالد الشريف

60عاماً من النكبة

السبت، 24 مايو 2008 12:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستون عاماً مرت على احتلال الأرض وانتهاك العرض .. ستون عاماً ًمن التـآمر الدولى .. ستون عاماً مضت على اغتصاب فلسطين وقيام الكيان الصهيونى، ستون عاماً من الغدر والخيانة لشعب يباد وأمة تعذب .. ستون عاماً من الجهاد والنضال لشعب أعزل يدافع عن الأقصى بصدور عارية وسواعد فتية .. ستون عاماً وموكب الشهداء لم يتوقف يوماً، من عز الدين قسام إلى أحمد ياسين .. الكل يضحى، والكل يقاتل من أجل فلسطين .. ستون عاماً ولازلنا ننتظر صلاح الدين .. ستون عاماً من النكبة فما نسى الزمان ولا نسينا.

ستون عاماً مرت على النكبة وما تعلمنا من أخطائنا .. ومازلنا نلهث وراء سراب خادع، ونجرى خلف سلام زائف .. رغم أن العدو الغاصب لا يعرف سوى منطق القوة ولغة البطش، ولا يحترم ميثاقًاً ولا يلتزم بمعاهدة .. فالله تعالى قال عن اليهود "أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" [البقرة 100]، وقال عنهم "الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ" [ الأنفال 65]

ومع ذلك مازلنا نخدع أنفسنا بالسلام مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا ..

ستون عاماً ولازلنا نتذكر كيف تآمرت بريطانيا والأمم المتحدة لتسليم فلسطين إلى العصابات الصهيونية .. نتذكر كيف وضعت بريطانيا خطة للانسحاب المفاجئ بحجة إنهاء انتدابها للأراضى الفلسطينية وتسليم السلطة للأمم المتحدة لينقضّ، فى هذا الفراغ الحاصل، الصهاينة على فلسطين، فكانت المداهمات للأحياء العربية، وارتكاب المجازر، وتهجير وتشريد أكثر من 400 ألف فلسطينى.

نتذكر عمليات الإبادة الوحشية عام 1948، فى معركة القسطل، ثم مجزرة دير ياسين، وهى قرية فلسطينية تبعد حوالى 6 كيلومترات عن القدس، حيث دخلتها العصابات اليهودية، وذبحت أهلها من نسوة وشيوخ وأطفال فسقط فى ذاك اليوم 254 شهيداًَ، ثم توالت المجازر فى قالوينا وطبرية وحيفا وعين الزيتون وبيت دراس والطنطورة والرملة وفى كل شبر من فلسطين.

وفى 14 مايو 1948، تم إعلان قيام الكيان الصهيونى، واعترف هارى ترومان، رئيس الولايات المتحدة آنذاك به، لتغدو إسرائيل طفل أمريكا المدلل، لها الحق فى استباحة الحرمات وانتهاك المقدسات. وإذا اعترض طريقها مخلوق بشجب أو مجرد إدانة فإن حق الفيتو الأمريكى يخرج للحماية فى كل وقت وحين.

النكبة الكبرى أن العدو الصهيونى استطاع أن يفرقنا دولاً وفصائل وجماعات .. نعم استطاع اليهود أن يشعلوا فتنة الاقتتال بين أبناء فلسطين، والذين نسوا أنهم إخوة فى نضال وجهاد ضد عدو واحد .. كما نسوا تحذير القرآن من فتن اليهود التى يدبرونها بالليل والنهار"كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" [المائدة 64 ]

ورغم تلك النكبات وهذه المحن، نحن على يقين من رجوع فلسطين للعرب، كما نثق فى زوال إسرائيل؛ لأنها بشارة سيد البشر محمد "تقتتلون أنتم واليهود، حتى يقول الحجر، يا مسلم، هذا يهودى ورائى، تعال فاقتله" ولن يتحقق ذلك إلا بوحدة فلسطينية وعربية، لنكون يداً واحدة ضد إسرائيل، وليس سلطة فلسطينية فى رام الله وحكومة حماس فى غزة .. بل شعب واحد وقلب واحد فى مواجهة إسرائيل، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة