رلى الحلو*

لبنان مالئ الدنيا وشاغل الناس

الخميس، 29 مايو 2008 12:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح لبنان سراً يدور فى قلب البلدان العربيّة وخارجها، لما يملكه هذا الوطن من عزّة وصمود فى وجه جميع المهاترات الداخليّة والخارجية، فى وجه الصراعات الأهلية التى كادت أن تكون صورة لمأساة لن يرحمها التاريخ يوماً، ليكون الوعى والحس الوطنى السبيلين الأساسيين من قبل المعارضة اللبنانية والمولاة لإعادة إحياء مجد لبنان من جديد، تلك المنارة التى لم تنطفئ يوما عادت لتضىء فى سماء البلدان العربية، عادت لتكون ملاذاً لراحة الغرباء وملجأً أمينا لفرحة الأقرباء.

بيروت تحتفل وتزهو تلك العروس الجميلة لتستقبل لبنان عريسها بأبهى حلة، وسط بيروت قلب المدينة يعج بزحمة مناسبتها أنها عادت، عادت وفى يديها باقة ورود مشكلة الألوان والروائح ، اختارت من كل حديقة رمزاً للوحدة والعيش المشترك فكان المسيحى والمسلم، السنى والشيعى والدرزى فى قلب تلك الباقة. فأرى تلك الحسناء بيروت متكمشةً بباقتها، تنظر اليها بعين الأمومة، بعين الحفاظ على الاسرة اللبنانية التى لو ضاع أو هاجر أو مات أو انهار أحد أفرادها لانتحرت على مساكب الجهل والعنجهية، ولجعلت من الحقد مسكناً لها، ولانتفضت ورفضت الاستسلام، تلك هى جميلتى بيروت، تتغنى فاتحة يديها لاستقبال صيف واعد ناطقة باللسان اللبنانى المرحب:" أهلاً وسهلاً"، تنتظر ضيوفها بأمل سالم، ومرة أخرى تعود صاحبة المجد لتعتلى عرش الوطنية والمصداقية، عرش المواطنين الذين انتظروها أن تعود بفارغ الصبر، ومن قطرة محبة أوصت بها دولة قطر الكريمة كانت النتيجة معاهدة اتفاق ومصالحة وطنيّة، بعد إن انتفض قلبى خوفاً على الوطن أسترجع من جديد ثقتى بأبنائه ومسِئوليه وبالمبادرات العربية الأخوية.

أسترجع همتى بالنهوض والمتابعة ببناء سلّم العيش الكريم الذى لا يبنى الا بالمحبة ولا ينتصر الا باليقظة العلمية، ولا يتعزز الا بالمشاريع الاقتصادية، ولا ينجح الا بالتشجيع على عدم الهجرة والبقاء واستثمار الطاقات البشرية الهائلة الموجودة لدينا، وتقوية دور السياحة الأساسى وإتاحة فرص العمل. اللبنانيون اليوم على مقربة من شفاء جروحاتهم وعلى مقربة من لملمة ألمهم كلّ ذلك من أجل لبنان، علّ مسيرة القهر هذه هى الأخيرة وعلها عنوان يجب أن لا ننساه بل نتعلم من صفحات الفراغ الذى اعتمرنا منذ عام 2005 وحتى اليوم ولنجعل أنفسنا فى حلقات احتفالية وساحات واسعة لإعادة سويسرا الشرق- لبنان لننضم يوماً الى لائحة الشرف، شرف البلدان الداعية الى السلم والعاملة من أجله. لبنان فى حربه مالئ الدنيا وشاغل الناس وفى سلمه أيضا مالئ الدنيا وشاغل الناس، هو وطنى.. هو حبيبى الذى سحرنى حتى العشق، ولولا عشقى لما حييت، ولن أرحم بعد اليوم أحداً يأخذ منى حبيبى.

صحفية لبنانية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة