خالد الشريف

الإضراب.. والإخوان .. والفشل الذريع

الأربعاء، 07 مايو 2008 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت النتيجة مخيبة للآمال.. بعد أن فشل إضراب 4 مايو- والذى دعا إليه شباب "الفيس بوك"- فشلاً ذريعًا.. وكان المأمول أن ينجح الإضراب كسابقه 6 أبريل خاصة بعد إعلان الإخوان المشاركة فيه .. لكن يبقى للداعين للإضراب من الشباب شرف المحاولة ونبل الغاية وأنهم حاولوا بطريقة سلمية وحضارية التعبير عن نبض الشعب المصرى ومعاناته.. كما يبقى لنا ثمة ملاحظات مهمة على الإضراب الذى لم ينجح والذى تبدو أول أسباب فشله فى الضربة الاستباقية التى تمثلت فى إعلان الرئيس مبارك قبل الإضراب بأيام خلال خطابه بمناسبة عيد العمال أن العلاوة الاجتماعية هذا العام ستبلغ نسبتها 30%، وهى زيادة غير عادية فرح المصريون بها كثيرًا لمواجهة غول الغلاء وارتفاع الأسعار الأمر الذى نزع فتيل الغضب لدى الشارع المصرى..

أما ثانى أسباب الفشل فيأتى من وجهة نظرى فى إعلان الإخوان مشاركتهم فى الإضراب الأمر الذى أفسده، فهى مشاركة جاءت بعد تردد طويل وتصريحات متضاربة، حيث نظر الجميع إلى مشاركة الإخوان على أنها محاولة لتحقيق مصالح للجماعة وجنى الثمار من نجاح إضراب 6 أبريل وإحراج الحكومة والثأر منها بعد الأحكام التى صدرت ضد قادتها مما دفع إلى إحجام الكثير من الشباب عن المشاركة لأن دعوة الإضراب بعيدة عن أى دوافع سياسية أو حزبية.. الغريب حقًا أن الإخوان أنفسهم لم يشاركوا فى الإضراب مما يؤكد التناقض الصارخ لديهم، حيث تراجعت فيه عن دعوتها لمقاطعة جلسات مجلس الشعب، وحضر نواب الإخوان جلسة المجلس الصباحية التى يناقش فيها التعديلات الخاصة بقانون البناء والمحاكم الاقتصادية، وعلل سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان عدم مقاطعة نواب الإخوان للمجلس بسبب تخصيص الجلسات لمناقشة قضايا تهم المواطنين.. وهو هروب معتاد من الإخوان لتحقيق مكاسب سياسية دون تقديم أى تضحيات. وربما يبرر البعض عدم جدية الإخوان فى نجاح الإضراب لدخولهم فى مفاوضات مع المسئولين خلال الأيام الماضية.

أما ثالث أسباب الفشل فهو توقيت وميعاد الإضراب والذى جاء بمناسبة عيد ميلاد الرئيس وهو مناسبة شخصية لا علاقة لها بمعاناة الشعب وأزمته وخلافه مع النظام وسياساته.. إضافة لذلك فإن وزارة الداخلية استفادت من أخطائها السابقة فى إضراب 6 أبريل ولم تصدر بيان تهديد وتخويف لمن يشارك فى الإضراب.. مما ساهم فى طمأنة المواطنين وخروجهم للشارع ومزاولة أعمالهم بكل حرية..

لكن يبقى فى النهاية أن نؤكد أننا أمام جيل جديد يحمل ثقافة جديدة من المعارضة والاحتجاج بعيدًا عن التوجهات السياسية المعروفة، هذا الجيل يتمثل فى شباب الإنترنت فقد بلغ عدد مؤيدى الإضراب عبر (الفيس بوك) نحو 100 ألف شخص، كما يتمثل فى المدونين، وغالبيتهم الساحقة بلا لون سياسى، ولهم دور كبير فى إثارة عدد من القضايا التى تهم الوطن وليس كما ردد البعض "عيال دماغها لسعة"، فهؤلاء الذين نالوا نصيبا من الجُـرأة فى طرح الموضوعات المختلفة، استطاعوا خلال الفترة أن يشكِّـلوا بُـؤرَ استِـقطاب لكثير من الرُوّاد لمواقعهم التى أنشأوها...هذا فى الوقت الذى تراجعت فيه بعض صحف المعارضة التى فقدت مصداقيتها إلى أدنى مستوياتها رغم أنها تمثل أحزابا وقوى سياسية عريقة..

وقد استطاع هؤلاء الشباب، إدخال المجتمع المصرى، مرحلة جديدة من العمل السياسي، قِـوامه مجموعات من الشباب الناقد لأوضاع مُـجتمعه، موظِّـفًا الفضاء المعلوماتي، بما فيه من حرية عالية عبر مدوّنات تمتزج فيها اللغة المباشرة والقضايا الحيـة والرغبة فى التأثير وتغيير المجتمع، ورفض العقلية السياسية التقليدية.. الجدير بنا أن ننظر إلى هؤلاء الشباب نظرة إيجابية ونشجعهم على المشاركة السياسية والعمل والبناء لأنهم أمل مصر القادم..









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة