سليم عزوز

المؤامرة على الرئيس!

الخميس، 08 مايو 2008 10:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هم يضحك، وهم يبكى أى ورب الكعبة!
ففى عز سخونة جلسة مجلس الشعب لتمرير القرار الجريمة بزيادة الأسعار، قال أحد النواب إن هناك مؤامرة على الرئيس بهذا القرار.. قالها مرتين، وفى رواية أخرى ثلاثاً.. والله أعلم!
الذى يُضحك فى الأمر، أن السيد القائل، لا يزال على قديمه، عندما كان رئيس الدولة خطاً أحمر، وهى القاعدة التى استقرت منذ أن تولى الرئيس مبارك الحكم، وحتى السنوات الثلاث الماضية، وبعدها لم يعد شخص الرئيس محصناً ضد النقد، والهجوم!
الرئيس السادات كان يواجه خصومه، وكان عرضة لهجومهم، ولم يسلم آل بيته من حدة الهجوم ، وفى بعض الأحيان كان الهجوم عليه من قبل دول الصمود والتصدى.. رحم الله موتاكم!
عقب رحيله قال واحد من هؤلاء " الدفيعة" إن الشيوعيين المصريين ضحكوا عليه، فبين الحين والآخر، كانوا يطلبون أموالاً من أجل إسقاط نظام السادات، فيدفع، وفى النهاية أسقطه قوم آخرون.. يقصد جماعات التطرف الدينى!
وما جرى للرئيس السادات، كان درساً بليغاً لنظام مبارك، وكان القرار غير المكتوب، هو " تعليق" كل الإجراءات السلبية، فى رقبة الحكومة، فالحكومة أخطأت، والحكومة أجرمت، والحكومة نامت، والحكومة قامت، ولا مانع من أن يكون الطلب فى النهاية، بعد سلخ الحكومة بألسنة حداد، أن يتدخل الرئيس لإحقاق الحق وعدل المائل!
الصحفيون لهم تجربة دالة فى هذا المضمار. فلا يخفى على لبيب، أن الرئيس مبارك كان من يقف خلف القانون 93 الشهير بقانون تكميم الصحافة، فقد دافع عنه، وبرر صدوره، وعندما وقف الراحل جلال عيسى وكيل النقابة فى الاحتفال بعيد الإعلاميين، بعد إقرار القانون بأيام، وطالب الرئيس بتعديله، كان الرد إحنا مش بنبيع ترمس، حتى نصدر قانوناً فى الصباح ونغيره فى المساء!
وثار الصحفيون، وتم الدفع بالكبار لترشيد الخطاب، فالحكومة – عليها اللعنة – هى من أصدرت هذا القانون، وأن الرئيس يحترم حرية الصحافة، والواجب يحتم علينا أن ندعوه لتدخل ليفصل بيننا وبين القوم الظالمين بالحق، وقد تدخل الرئيس بعد عام وفصل وأمر بتعديل القانون، وشكرنا الرئيس الذى يثبت كل يوم انحيازه لحرية الصحافة، ولولاه لافترسنا أعداء الحريات سواء فى الحكومة، أو من حلفائها الذين يشكلون طبقة أصحاب المصالح!
أى صريخ ابن يومين، يعلم أننا كنا نمثل دور البلهاء على مسرح المساخر، بل أن الجنين فى بطن أمه، يعلم ذلك عز المعرفة، وهو الذى أنطقوه فى الانتخابات الرئاسية الماضية، فقال إنه يؤيد الرئيس مبارك، بيد أنه كان حلاً يرضى جميع الأطراف.
لكن فى السنوات الثلاث الأخيرة، تغير الحال، بسبب حالة الحراك السياسى، وأصبح كل مسئول " وشيلته"، ففشل الحكومة ينسب لمن اختارها، فالشعب لم يختر أحمد نظيف، أو يوسف بطرس غالى، أو مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، وبالتالى فإن " الشحتفة" القديمة، متمثلة فى مطالبة الرئيس بالتدخل لوقف الحكومة "الوحشة" عند حدها، صارت أمراً مضحكاً، ولهذا ضحكت وأنا أقرأ وقائع جلسة مجلس الشعب، ولأحدهم، وهو يعارض زيادة الأسعار ويهتف بـ "حرقة" إنها مؤامرة على الرئيس!.
فهو لم يتغير، ولا يزال على قديمه، ويريد أن يوحى لنا بأن هذه الزيادة تمت من وراء ظهر الرئيس مبارك، وهى تهدف لإحراجه، بعد أن كسب بنطاً لدى الرأى العام بالعلاوة الاجتماعية التى بلغت 30 %دفعة واحدة!
يريد أن يقول لنا إن الحكومة، والحزب الحاكم بربطة المعلم "أحمد عز"، كل هؤلاء يتأمرون على الرئيس!
كم هو مضحك هذا اللون من المعارضة، الذى يتيح للمعارض، أن يفشى غليله فى موتى، ويحسب عند الشعب معارضاً، ولا يدفع فاتورة معارضته عند الحساب!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة