متى يستقيل معالى الوزير ؟

من حَقِّنا أن نطالب وزير التعليم بالاستقالة بعد حالة الفزع والقلق التى سيطرت على الشارع المصرى خلال الأيام الماضية، بسبب تسريب وبيع أسئلة امتحانات الثانوية العامة فى محافظة المنيا. من حَقِّنا وقد تحولت الثانوية العامة إلى مأتمٍ وعويل فى كل بيت .. أنْ نطالب معالى الوزير بالاستقالة! من حقنا وقد أصاب الإحباط واليأس أبناءنا بعد انعدام تكافؤ الفرص، وبعد أن أصبح كل شيء يباع ويشترى فى بلادنا، حتى امتحانات الثانوية.. أن نطالب بإقالة وزير التعليم!

نعرف أن حالة الفساد قد استشرت بمصر "المحروسة"، وألقت بظلالها الكئيبة على كل شيء، لكن لم يدر بخلدنا يوما أن يصبح التعليم والدرجات التعليمية نهبا للفساد والذمم الخرِبة.. فالعبث بالتعليم والامتحانات أمن قومى يستوجب من أجهزة الدولة الوقوف بحزم تجاه تلك القضية.

وقد كنا ننتظر من السيد وزير التعليم بعد اكتشاف عمليات بيع وتسريب أسئلة الثانوية العامة، وعمليات الغش، واللجان الخاصة لأبناء الضباط وكبار المسئولين فى المنيا ..أن يُصْدِر قرارا بإلغاء امتحانات الثانوية على الفور، وإعادة الامتحانات، لأنها جريمة "قومية"، تدق ناقوس الخطر فى وطن يمكن اختراقه ببضعة آلاف من الجنيهات، كما يمكن تسريب أية معلومات ما دام الثمن موجودا!

ونذكر أنه فى عام 1966م، تم تسريب إحدى مواد الثانوية العامة قبل الامتحانات، فقامت الحكومة على إثرها بإعادة الامتحان للطلاب. لكن الحكومة تبدو اليوم عاجزة أمام فضيحة تسريب أسئلة الثانوية العامة، حيث كشفت التحقيقات أنها ليست المرة الأولى، فقد اعترف المتورطون أنهم كانوا يبيعون الأسئلة لأبناء المسئولين منذ 3 سنوات!

إننا نتساءل: كيف نعيد الثقة لأبنائنا الطلاب بعد أن عاشوا هذه المحنة، ورأوا بأعينهم الغش الجماعى لأبناء المسئولين؟ وكيف تُبَاع الامتحانات والشهادات بالمال؟ ..لقد أصاب الإحباط الكثير من أبنائنا، مما دفع أحد طلاب الصف الثانى الثانوى بمنطقة الوراق للانتحار بعد فشله فى حل أسئلة الامتحان، فشنق نفسه على باب غرفته.

كيف نعمق الانتماء لهذا الوطن فى نفوس أبنائنا وهم يرون المثل والقيم قد تحطمت أمام أعينهم؟! إنها جريمة فى حق أجيال صاعدة، منوط بها رفعة ونهضة هذا الوطن. لذلك..نحن نطالب بمعاقبة كل المتورطين فى فضيحة تسريب أسئلة الثانوية العامة، سواء كانوا مسئولين كبارا، أو أعضاء برلمان، أو ضباطًا.. كما نطالب بإلغاء امتحانات الطلاب الذين حصلوا على الأسئلة، سواء بالمال، أو النفوذ، كما نطالب بإحالة واضعى الأسئلة التعجيزية الخارجة عن المنهج الدراسى للتحقيق ..ومن قبل ومن بعد.. نطالب معالى الوزير بالاستقالة!