خالد الشريف

إسلاميو الكويت والتوازن الاجتماعى والسياسى

الخميس، 05 يونيو 2008 01:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يُعدّ التوازن بكافة مستوياته ومختلف مجالاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ضرورةً حتمية لاستقرار الشعوب وتقدمها، بل أضحى التوازن السياسى فى العصر الحديث وسيلة فعّالة للتعايش بين الأفكار والأيديولوجيات المتباين

والبعض، للأسف الشديد، يتعامى- بقصد أو بدون قصد- عن هذه الحقيقة، فينطلق فى حَرْبه ضد الإسلاميين دون هوادة... بل ربما يُفْرِط فى هذه الحرب الضروس ضَدَّ كل ما هو إسلامى تحت شعار "تجفيف منابع الإرهاب"! والذى تقود لواءه الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحادى عشر من سبتمبر ، و لا يدرى هؤلاء أنهم يصنعون كارثة محققة بأيديهم هم، ويفتحون الباب على مصراعيه لتنامى قوى أخرى أشدّ معارضة وضررًا، مما يجعل المجالَ مفتوحًا أمام ظهور مشكلات اجتماعية وسياسية بسبب الاختلال فى توازن القوى، فى مجتمع تتنوع فيه الأفكار والأجناس

البعض الآخر مصاب بأزمة عدم قبول الآخر، فكثير من أصحاب الأفكار والأيدلوجيات يضيقون ذرعًا بالآخر، وهذا المرض-للأسف الشديد- مصاب به العرب قاطبة، علمانيين وإسلاميين ويساريين، بل داخل الفكر الواحد توجد أزمة قبول الآخر

نقول ذلك بمناسبة ما أفرزته نتائج الانتخابات الكويتية منذ أسابيع عن فوز ساحق للإسلاميين بأكثر من نصف المقاعد فى مجلس الأمة، ورغم أن الانتخابات الكويتية تجربة رائدة فى وطننا العربي، إلا أننا رأينا مَنْ يهاجم هذه التجربة لمجرد أن الإسلاميين حققوا هذا الفوز عبر صناديق الانتخابات، وراحت بعض الأقلام تنادى بنسف العملية الديمقراطية فى الكويت؛ لأنها تفرز الإسلاميين فى النهاية ، وكأن الإسلاميين ليسوا جزءًا من هذا الوطن، ولا ينتمون إليه

ونحن لا ننفى وجود أخطاء فى تجربةٍ ديمقراطية جديدة فى بلادنا، لكن هذا يستدعى ضرورة البحث عن سُبُلٍ لإنهاض هذه التجربة وإثرائها، وليس هدمها كلية .

وقد أعجبتنى تصريحات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت منذ سنوات، وكان يومها يشغل رئيس مجلس الوزراء الكويتى بالنيابة، وهو يرد على مَنْ يعيب على الكويت السماح للإسلاميين للفوز بهذا العدد الكبير من المقاعد فى مجلس الأمة، حيث قال : «إننا نحتاج إلى الإسلاميين ليساهموا فى معالجة بعض المشاكل، وخلق توازن اجتماعي». ويضيف قائلا: «نحن تعاملنا مع الإسلاميين وجربّناهم فى الحكومة والبرلمان، ولم نر منهم شيئًا مما تقولون؛ إن الإسلاميين يتكلمون عن الاختلاط بين الجنسين من زاوية تُمثِّل وجهة نظرهم، فهل مطلوب منا أن نمنعهم من الرأي؟!»، ويقول: «تشاهدون ما يحدث فى الأسواق التجارية من تحرُّر غير معقول؛ لذا نحن نحتاج إلى الإسلاميين ليساهموا فى معالجة المشاكل، وخَلْق توازن اجتماعي».

فالشيخ صباح الأحمد أصاب الحقيقة، والتى غابت عن كثيرين، وهى ضرورة خلق توازن اجتماعى وسياسى فى المجتمع، خاصةً فى ظلال عصر يموج بالأفكار المنحرفة، وفضائيات تغزو العقول وتغير المفاهيم، ونعتقد أن أقدر الناس على خلق هذا التوازن هم الإسلاميون. وذلك فى مواجهة موجات الانحلال الأخلاقى التى تجتاح المجتمعات العربية، وبروز حملات صليبية فى الغرب تتطاول على المقدسات والقيم الإسلامية، وتنال من سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل يعى العلمانيون فى بلادنا ذلك؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة