مدحت قلادة

ميكافيلى والانتهازيون

الإثنين، 09 يونيو 2008 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد كثيرون خطأ مقولة المفكر العظيم نيقولا مياكفيلى هو النموذج الأمثل للانتهازية " الغاية تبرر الوسيلة "، وهذا خطأ شاسع فما ذكره ميكافيلى ينطبق على الدولة وليس على الأفراد، وتفضل الدكتور أحمد البغدادى بشرح الالتباس فى فكر مبدأ ميكافيلى فى مقالته بعنوان " ميكافيلى وقيم الدولة " ووضح فكر ميكافيلى أن محبة الناس ليست للحاكم المهمة، بل المهمة الحقيقة للحاكم هى الحفاظ على أمن واستقرار الدولة وبالطبع هناك أن فكرة ميكافيلى فى الانتهازية يتبعها الكثير من الأفراد ويطبقونها تطبيقا خاطئا، فهذه العينة من البشر هم الأشخاص الانتهازيون أصحاب أيدلوجية "الغاية تبرر الوسيلة".

الشخص الانتهازى
الشخص الانتهازى شخص نرجسى لا يرى سوى نفسه ولدية استعداد فطرى ليسخر الآخرين لتحقيق مآربه بلا آدنى شعور بالذنب وله قدرة غربية على التلون بكل ألوان الطيف ليحقق ما يصبوا إلية بكل الطرق الشريفة وغير الشريفة، فالشخص الانتهازى ليس له مبدأ أو دين، دينه ومذهبه ومبدأه تحقيق ذاته على حساب الآخرين.

والانتهازية مرض مزمن يصيب الأفراد والجماعات بل والدول أيضا، فالانتهازيون منهم الموظف البسيط العادى والرئيس أو الملك والجماعات، خاصة فى حالة توحد أيدلوجيتها وتطابق أجندتها فعلى سبيل المثال لا الحصر لمرضى الانتهازية.

الإخوان المسلمين
الانتهازية أسلوبهم منذ نشأتهم تحالفوا مع القصر ومع الإنجليز فكانوا يهرعون لتأييد الملك فعلى سبيل المثال المرشد حسن الهضيبى قدم فروض الطاعة للملك "قاتل المرشد السابق للجماعة" ووقع فى سجل التشريفات ولديهم قدرة فائقة فى التلون بكل الألوان لانتهازيتهم الفائقة ويتلونون بكل الألوان عند ازدياد الضربات الأمنية، يصرحون بأننا جماعة دعوة ويختبئون تحت الأرض ويعملون فى الخفاء والظلام ضد المجتمع والوطن، فجميع أعمالهم تدمغهم بأنهم مجموعة سياسية تهدف للسطو على الحكم لتطبيق الخلافة الإسلامية "العادلة !!!"، الذى كتب عنها الدكتور شاكر النابلسى أنها 1500 عام منها 34 عاما كانت خلافة عادلة ومشكوك أيضا فيها.

الرئيس جعفر نميرى
صورة واضحة للانتهازية مع قرب نهاية حكمه الظالم وبعد عشرات السنوات من الحرب الأهلية التى أنهكت اقتصاد السودان لعب على وتر الدهماء والغوغاء لاستمرار حكمه، فطبق الشريعة الإسلامية عام 1983 لكسب تأييد الغوغاء والدهماء من المتطرفين مفضلا تأخر السودان 1400 عام للخلف لبقائه على كرسى الحكم.

محمد أنور السادات
صورة مجسمة للانتهازية مثل الرئيس النميرى أحيا التطرف والهوس الدينى لدى الشعب المصرى فتعاون منذ يومه الأول مع جماعات التطرف الإسلامية "إخوان مسلمين والجهاد والسلفيين ... الخ" وفى عام 1980 غير الدستور المصرى لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، ليمكن نفسه من حكم مصر مدى الحياة فعدل الدستور واستفاد الرئيس مبارك من التعديل ليمكث على رئة مصر 26 عاما للآن.

أخيرا إن منطقتنا الحزينة مملوءة بالانتهازيين أصحاب مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" غير مدركين أن نظرية الغاية تبرر الوسيلة تصلح للدولة ولا تصلح للأفراد وما ينطبق على الدولة لا ينطبق على الأفراد فالانتهازية مرض نرجسى سادى يصاب بها كل من حول المريض وتكون الخسارة فادحة لو أصيب بها المسئولون وإذا أصيب بها حاكم وديكتاتور معه نظام فاسد، فالنتيجة الخراب الشامل الكامل، أنظر دول المنطقة لتتأكد من الواقع المرير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة