خالد الشريف

السودان المظلوم دائما!

الخميس، 17 يوليو 2008 12:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السودانى عمر البشير بالإبادة الجماعية، وارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية فى إقليم دارفور، تمهيدا لاعتقاله، هو مؤامرة جديدة على السودان، وحرب نفسية قذرة صُنِعَتْ على عين الولايات المتحدة الأمريكية لتأديب السودان، ردًّا على إعطاء امتياز استخراج البترول لشركات نفط صينية .. فضلاً عن أن القرار جاء متوازيا مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة السودانية، والمحاولات الصهيونية الخبيثة الساعية لانفصال الجنوب عن الشمال، والاستعداد لذلك فى استفتاء عام 2011 بدعم أمريكى - إسرائيلى، لإعادة رسم خريطة السودان والسيطرة على مُقَدَّراته النفطية .

الغريب أن قرار المحكمة الجنائية يأتى فى الوقت الذى اعترف فيه قيادات التمرد فى دارفور، بعلاقتهم بإسرائيل وتسليحهم من قِبَلِ الكيان الصهيونى! وقد جرت منذ أيام محاولة انقلاب فاشلة ضد نظام البشير، مما تسبب فى توتر العلاقات بين تشاد والسودان، وهذا كله يثبت أن أمريكا وإسرائيل ومعهما الغرب كله يحيكون مؤامرة دنيئة ضد السودان لتفتيته، وتقطيع أوصاله، ونشر الفتن بين ربوعه. وكان الله فى عون السودان وشعبه، فما يكاد السودان يخرج من أزمةٍ حتى تتفجّر فى وجهه أزمة أخرى، وما يلبث الشعب السودانى أن يتنفس الصُّعَداء من حرب حتى تندلع حروب وتنفجر أزمات، لتتبدد آمال أهل السودان فى العيش فى راحة بال وطِيب حال!

فما إن وضعت الحرب أوزارها فى الجنوب حتى اشتعلت نُذُر حرب جديدة فى الشرق، وعندما أخمدت المعارك الدامية فى الشرق وتمّ توقيع اتفاق سلام مع الجنوب، كانت الأزمة فى دارفور تصل إلى ذروتها، وها هى المحكمة الجنائية الدولية تتهم الرئيس السودانى بالإبادة الجماعية!! وارتكاب جرائم حرب، وتطالب باعتقاله، مما يفتح بابًا واسعًا للفتن الماحقة.. كل ذلك والسودان يقف وحيدًا دون مُعِينٍ أو نَصِيرٍ عربى، رغم أن وَحْدَة أراضى السودان باتت على المحك، والحديث عن مخططات التقسيم انتقل من الخفاء إلى العلن الصريح!

ورغم أن السودان يمثل العمق الاستراتيجى للوطن العربى جنوبًا، وهو بوابته إلى القارة الأفريقية، فضلاً عن كونه سلة الغذاء العربى، والملاذ الوحيد للخروج من أزمة الغذاء، إلا أن الدول العربية تبدو غائبة عن المشهد السودانى بشكل دائم! فلماذا نترك السودان وحده فى الميدان يواجه أمريكا وإسرائيل، ليكون لقمة سائغةً ومسرحًا للفتن والمؤامرات؟! ولماذا يتخاذل العرب عن دعم السودان فى محنته العصيبة فى مواجهة قرار المحكمة الجنائية الدولية؟!

ألا تتمتع القيادة السودانية بحصانةِ الدولة؟! وهو مبدأ مستقر فى القانون الدولى! فَلِمَ كل هذا التجرؤ على السودان وشَعْبِه؟! قَطْعًا المشكلة فى دارفور تستحق الاهتمام والتحقيق، ولا يمكن السكوت على تلك الجرائم التى ارتُكِبَتْ ضد السكان، ولكن التركيز على جرائم الحكومة دون المتمردين، وعدم الضغط عليهم لتوقيع اتفاق أبوجا الذى وقعته الحكومة، يُثِير الدهشة والحيرة، ويُوقِع فى القلب يقينا بأن هناك مؤامرة على السودان، خاصةً فى ظل مساندةِ ودَعْمِ الغرب للمتمردين.

الأمر المثير للاستغراب أن هذا الاهتمام البالغ للمحكمة الدولية ضد إبادة البشر وجرائم الإنسانية لا نجد له مكانا أو موضعا فى فلسطين المحتلة! وإسرائيل ترتكب المجازر الدموية ضد الفلسطينيين منذ 60 عامًا متواصلة، فأين الضمير الغربى من تلك الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى؟! أظنه مات منذ زمن.. بل أظنه لم يكن هناك ضمير أصلاً.. بل هى المنفعة والمصلحة ولا شىء غير ذلك!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة