فريدة الشوباشى

حسن ومرقص.. "افيقوا يرحمكم الله"

السبت، 19 يوليو 2008 01:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشعر بسعادة داخلية حقيقية من عودة السينما المصرية إلى التصدى لقضايا المجتمع وللمشاكل، التى تواجه المواطنين والكشف عنها، عساها تجد العلاج لدى من بيدهم الأمر.. فقد استوقفنى واستوقف المشاهدين فيلم العملاق يوسف شاهين "هى فوضى"، والذى شاركه الإخراج فيه خالد يوسف. ولم تمض أشهر إلا وبعدها فاجأنا خالد يوسف بفيلمه البديع "حين ميسرة" وأعترف لكم بأننى أصبحت قليلة الذهاب إلى دور السينما، لأسباب عديدة ليس كبر السن إلا واحد منها..

فعلى سبيل المثال دعانى الفنان خالد يوسف لمشاهدة فيلم "الريس عمر حرب" فى عرض خاص.. بهرنى الفيلم وأداء ممثليه، لكننى تعرضت لعدوان صارخ من "صريخ" أطفال رضع وفى السنوات الأولى من العمر بصحبة أمهاتهن، كانت العبارات تتوه وسط بكاء الأطفال، ووصل بى الأمر إلى الانسحاب من الفيلم قبل أن يكتمل لعدم قدرتى على متابعة كل حرف فيه، وهذا "واجب" فى أفلام خالد يوسف، وقلت فى نفسى سأذهب لمشاهدته فى السينما "حين ميسرة"، وبعد افتتاح سينما جودنيوز بجوار مسكنى الجديد، حزمت أمرى وتوجهت لمشاهدة فيلم "حسن ومرقص" وأنا لست ناقدة سينمائية ولا أدعى، إلا أنى مشاهدة من الجمهور العادى، ومن هذا المنطلق أرى أن الفيلم الذى جمع بين قمتين فنيتين، هما عمر الشريف وعادل إمام وكتبه الكاتب الفنان يوسف معاطى وأخرجه الموهوب الذى ينتظره مستقبل باهر فى دنيا الإخراج رامى إمام، قد فقأ الدمل وإذا اقتصر على ذلك فقط، لكان ما فعله هو أهم حدث سينمائى فى السنوات الأخيرة..

وسوف يؤرخ هذا العمل الكبير إلى بداية التصدى لمشكلة الاحتقان الطائفى بموضوعية وبوعى شديد، وعى من يحبون تراب هذا الوطن، وليس من يتشدقون بالشعارات وهم يعملون باتجاه تفتيته بدعاوى خبيثة، منها "غيرتهم؟!" على الدين، والدين الإسلامى والمسيحى منهم بريئان. إن الدين يجمع ولا يفرق، ويكتب للفيلم أن سلط الضوء على غباء التعقب وتداعياته الكارثية، فالعدو الذى استهدف بلادنا واعتدى على وطننا، لم تفرق قذائفه ولا قنابله القاتلة بين مصرى ومسلم ومصرى مسيحى، سال المصرى يروى تراب الوطن ويروى روح المقاومة وإرادة التحرر.. ينبه الفيلم إلى خطورة دعاوى الفتنة ويفتح الملفات المسكوت عنها، ويقول بوضوح إن الشفاء يستوجب تشخيص الداء وأن العلاج الناجح هو العلاج الصحيح.. "حسن ومرقص" فقأ الدمل الذى ملأته الأفكار الدخيلة من صديد وغزته أطراف، لكل منهم أجندته مع الخارج ولمصلحة خاصة، وليس بأى حال مصلحة الوطن..

يبقى أن "تطهير الجرح" أصبح مسئولية مبدعينا ومثقفينا وسينمائيينا وكل من شرب من ماء النيل.. إن الفتنة الطائفية هى حلم أعداء مصر الذين يستغلون البسطاء والأميين أسوأ استغلال، ويستثمرون فى أرض تخلى عنها المسئولون كل فى مجاله. لم يكن السكوت ممكناً تحت أى دعاوى، والأكيد أنه لا الإسلام ولا المسيحية يرضيان عن تصرفات المتعصبين الذين يفتقرون إلى حجة الإقناع.. تحية لفيلم أطلق إنذاراً بأن: أفيقوا يرحمكم الله.. واتقوا الله فى حق هذا الوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة