ما أصعب أن تنتظر وفاة "عزيز" عليك.. فما بالك لو كان هذا الإنسان معشوقاً لملايين غيرك، ما أصعب أن تراه يضيع منك، تتمنى أن تسمع ضحكته ولو للحظة.. بين دقيقة وأخرى تراقب شاشة التليفون متوقعا رسالة ستأتيك تحمل الخبر، أو صديقاً يخبرك بوفاة "الأستاذ"، كان الكل ينتظر ويعد العدة ويحضر الملفات عن رحيلك المؤلم.. ياه يا أستاذ رغم أن الكل كان يترقب، إلا أننى شعرت فى هذه اللحظة بأنى أكره مهنتى، وكم كرهت كل ما يتردد على مسامعى، ماذا سنفعل لنكون مميزين عن الآخرين؟ فالعالم كله سيكتب عن شاهين؟ ماذا ستفعلين؟ كيف سيكون شكل الملف؟ لماذا على أن أكتب لأرثيك؟ لماذا لا أستطيع أن أجلس بمفردى وأبكى، أو أشاهد أحد أفلامك، أو حواراً تليفزيونياً يعاد بثه. بالطبع لا أملك تلك الرفاهية فهناك ماكينة تدور، ووفاتك تحولت إلى خبر، يجب أن تبحث له عن معالجة مختلفة. نذكر محاسنك .. نتحدث عن سينماك.. وإنسانيتك.. ولكن لن أفعل ذلك سأحدثك أنت ..
جو .. قابلت أكثر من مرة، وفى كل مرة كنت أقع فى غرامك، أكثر وأكثر، ودائما ما كنت أتساءل: من أين تأتى بهذا الوهج؟ والقدرة على عشق الحياة، رغم كل مرارتها، وأذكر كم كان أصدقائى المقربون يضحكون عندما أخبرهم بطفولية، أن أدفء حضن هو "حضن الأستاذ"، نعم لم تكن بالنسبة لى مخرجاً مشاكساً عنيداً يعشق البلد ويصرخ خوفاً عليها، لماذا ترحل الآن؟، مازلنا فى حاجة إليك.
أستاذ.. أتذكر كم كنت عاشقاً لـ "التين الشوكى" تضعه فى ثلاجة مكتبك بشارع شمبيلون، وعندما أجريت حواراً معك، بعد عرض فيلم "الآخر" وكان ردك على إعجابك بالحوار، أنك قمت على الفور ومنحتنى "واحدة تين" وحضناً دافئاً، يومها ضحك خالد يوسف الذى كان مازال مساعدك، وقال معلقاً "إن الأستاذ لا يمنح التين الشوكى إلا لمن يحبه". شاهين .. أعرف أنك عانيت كثيراً، لذلك سأستعيدك دائماً، وأنا أسمع محمد منير يغنى "حدوتة مصرية" ويقول"ما نرضاش يخاصم القمر السما".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة