منذ فجر التاريخ وحب الأقباط لوطنهم "مصر" راسخ رسوخ الجبال، ليس بكلمات جوفاء، بل بأعمال وأمجاد سجلوها فى عمق التاريخ للآن، فوطنية الأقباط لا يوجد مَن يستطيع أن يزايد عليها.
فمع بداية العصر الحديث لمصر عصر "محمد على" باشا سنة 1805، شارك الأقباط مشاركة فعالة فى نهضة مصر الحديثة "سياسياً اقتصادياً تعليمياً ثقافياً فنياً.. الخ" مع رغم استبعاد وتهميش قادة انقلاب يوليو 1952 للأقباط، إلا أنهم أثبتوا بسالة وضراوة فى كل الحروب التى خاضتها مصر، شارك الأقباط ببسالة وشرف للدفاع عن وطنهم مصر، ولا ننسى كيف طوع المهندس القبطى اللواء / باقى زكى يوسف قوة الماء لفتح ثغرات فى الساتر الترابى لعبور قواتنا المسلحة والاستيلاء على خط بارليف العظيم، وكذلك قائد الجيش الثالث اللواء عزيز غالى محرر مدينة القنطرة من الاحتلال الإسرائيلى، فوطنية الأقباط مثبتة بأدلة دامغة حتى يرث الله الأرض ومَن عليها.
◄مفهوم الوطن والوطنية
الوطن مساحة من الأرض ذات بُعد جغرافى يرتبط بها الإنسان أصلها الكلمة اليونانيــة " πατρίς” patris" أرض الآباء، وفى اللغات المتعددة اللغة الإنجليزية Homeland أو Fatherland وباللغة الألمانية Vaterland. أما الوطنية صفة وتتعلق بالوجدان والعاطفة، وتشمل كافة الأفكار والأعمال والنشاطات الاجتماعية والسياسية والثقافية، بهدف الصالح العام، فالوطنية هى انتماء مقدس مرتبط بقلب وجدان الشخص نفسه.
◄تَغيّر المفاهيم
رغم أن مفهوم الوطن والوطنية ثابت إنسانياً وعالمياً، إلا أن هذا المفهوم يتغيّر طبقاً لأيدلوجية الإسلاميين وجماعات التطرف "الإخوان المسلمين والجهاد والسلفيين..الخ"، فالوطن فى فكر الإسلاميين هو الدين فقط، وخير دليل على ذلك عَبّر المهدى عاكف عن انتمائه بسب مصر بالثلاثة "طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر" وتفضيله مسلم تركى أو ماليزى لحكم مصر!!، فمنذ ظهور جماعات الإخوان 1928 وجماعات الجهاد الإرهابية، نسخت مفاهيم الوطن والوطنية، والآن يحاول كل من الحكومة والإسلاميين تشويه وطنية الأقباط بأسلوب فج متعمد اعتماداً على الإعلام المُسيّس والمُختَرق من الإسلاميين، ولكى يكون القبطى وطنياً فى أعين الإسلاميين، يجب عليه اتباع طرقهم اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا دينية.
◄أن ينكر اضطهاد الأقباط ويعتبره نوعاً من التدليل المُباح.
◄أن يُجيد الرقص على إيقاع النظام، مثل نبيل لوقا بباوى وهانى لبيب وملاك شنودة وغيرهم، أو فن الرقص على إيقاع الإخوان المسلمين مثل جمال أسعد ورفيق حبيب.
◄أن يُجيد فن النفاق لترحب به القنوات الفضائية والصحف الصفراء.
◄أن يصبح أداة من أدوات النظام سهل التشكيل، جيد الاستخدام.
◄أن يستنكر ويندد مظاهر التعبير السلمية للأقباط فى المهجر، وينعتهم بأحط الصفات "خونة عملاء مأجورين غير وطنيين"...الخ.
◄أن يُجيد فن التسلق والتملق والنفاق لنيل مركز فى إحدى المنظمات أو الهيئات الحقوقية فى مصر، أو عضو منتدب لعدد من الشركات أو ممثلا لمصر فى حوار الأديان!!
◄أن يصبح موصل جيّد للحرارة، فيعمل مع كل الجهات الأمنية والمتطرفة فى آن واحد.
أخيراً أمام الأقباط خيارين لا ثالث لهما، وطنى على طريقة نبيل لوقـــا بباوى وجمال أسعد وهانى لبيب وملاك شنودة وأمثالهم، أو خائن ومتطرف وعميل فى نظر الأجهزة الأمنية وجماعات التطرف والمرتزقة. فنحن الأقباط لن تُخيِفنا سيوف التخوين وسهام المتسلقين، فنحن لا نحتاج شهادة وطنيتنا من الذين باعوا البلد للوهابية، وتضامنوا مع جماعات الإرهاب الدينية, فالقبطى الذى يستمد شهادة وطنيته من جماعات دينية إرهابية متطرفة كمن يطلب شهادة حسن سير وسلوك من قاتل ولص, فاستمرار معالجة مشاكل الأقباط بالإعلام المزيف والمضلل بتسليط سيف التخوين على الأقباط الشرفاء، يدل على غباء وحماقة وينطبق عليه ما ذكره أينشتين "الحماقة الكبرى هى أن تفعل نفس الشىء مرة بعد الأخرى وتتوقع نتائج مختلفة".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة