سامح فوزى

شيطنة أقباط المهجر

الأحد، 17 أغسطس 2008 12:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام استمعت إلى حديث للدكتورة زينب رضوان، وكيلة مجلس الشعب، كان حديثاً شاملاً تطرق لقضايا كثيرة ومتنوعة، وبدون سابق إنذار، أو ارتباط موضوعى بين القضايا قالت: "أقباط المهجر الذين يهاجمون مصر......". استغربت كثيراً أن يصدر عنها هذا التصريح، ليس فقط لحساسية موقعها السياسى، ولكن لأنه غير حقيقى على إطلاقه.

هناك تصرفات يقوم بها بعض أقباط المهجر لا نقرها، ونرى أنها أبعد ما تكون عن الحصافة والرشادة الفكرية أو السياسية، ولكن ليس كل أقباط المهجر من هذه النوعية، بل إن الغالبية العظمى ليست من هذا الفريق على الإطلاق. من هنا لا أفهم سر الحملة العنيفة من جانب المسئولين الحكوميين، وبعض الصحف القومية ضد من يطلق عليهم أقباط المهجر. وقد اعتدنا على مثل هذه الحملات فى الأوقات التى يتزايد فيها النشاط الاحتجاجى للمنظمات القبطية فى المهجر كرد فعل على أحداث طائفية تحدث داخل مصر، النتيجة التى تترتب على ذلك هو إنتاج شبح كبير يطلق عليه "أقباط المهجر"، يعلق عليه المصريون كل الأخطاء السياسية الداخلية والخارجية، وهو ما يضفى قوة غير حقيقة على نشطاء الأقباط فى المهجر.
سر عدم سعادتى بهذه الحملة الرسمية والصحفية نابع من عدة اعتبارات:

أولاً: ما يطلق عليهم أقباط المهجر، هم جزء حى وفاعل من الشعب المصرى، ولا يجب على أى حكومة عاقلة أن تستعدى قطاعاً من الشعب، كبر أم صغر.

ثانياً: فى وقت نفتقر فيها إلى عمق استراتيجى بشرى فى الخارج، فإن أقباط المهجر بما لهم من حضور وتشابكات خارجية، يمكن أن يملأوا الفراغ، ويشكلوا عمقاً استراتيجياً حقيقياً يفيد المجتمع المصرى، ولا ينال منه أو من تماسكه.

ثالثاً: الغالبية العظمى من أقباط المهجر يحبون مصر، ولولا هذا الحب لما انتفضوا وتأثروا وأثروا هذا التأثير، وقد سبق لهم أن أرسلوا مساعدات للبلاد فى الأزمات مثل حرب أكتوبر، زلزال 1992م، وغيرها. رابعاً: السفارات المصرية فى الخارج لا تقوم بدورها فى ربط المصريين بالخارج بقضايا الوطن. الأمثلة على ذلك كثيرة، ولا داعٍ للخوض فيها، خاصة أن بعض الدبلوماسيين يتعاملون مع القضايا بشكل نمطى، بيروقراطى، يفتقر إلى المبادرة.

القضية الحقيقية أن أقباط المهجر، مثلهم مثل أقباط الداخل يريدون حلاً للمشكلات الطائفية المزمنة. بعضهم يشت، ويطرح مطالب غير عاقلة، وأحياناً مغالى فيها بشكل واضح، ولكن مع الحوار الجاد ووجود إرادة سياسية لمواجهة الهموم القبطية، يمكن ترشيد المطالب ووضعها فى سياقها الطبيعى.

كيف يمكن أن نطلق حواراً جاداً حول المشكلات القبطية داخل مصر وليس خارجها؟
كثير من نشطاء أقباط المهجر يشعرون بخوف من القدوم إلى مصر، ويتصورون أنه سوف يلقى القبض عليهم حال وصولهم مطار القاهرة. بالتأكيد هذا الخوف مبالغ فيه ولا أساس له، ولكن كيف يمكن إقناعهم بذلك، بدلاً من مواصلة الهجوم عليهم بمناسبة وبدون مناسبة؟

يتمثل الحل فى رسالة تطمئنهم من الرئيس مبارك نفسه فى صورة دعوة لحضور فعاليات حوار قومى حول قضية "المواطنة"، وحين تأتى الدعوة من الرئيس مبارك، فهذه أكبر رسالة طمأنة لهم ولا يوجد عذر لمن لا يريد أن يأتى إلى مصر كى يتحاور على أرضها، ويتفاعل مع قضايا داخلها وليست خارجها.

فى هذه الحالة لن تكون هناك حجة لأقباط المهجر، فإذا لم يلبوا الدعوة، فلا يلوموا إلا أنفسهم، لكنى على يقين بأنهم سوف يلبون الدعوة، وكفانا "وجع رأس"، لأن سمعة مصر لم تعد تحتمل مزيداً من التشويه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة