إبراهيم داود

بكين .. بنى سويف .. بغداد ..عصير القصب

الإثنين، 18 أغسطس 2008 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السقوط المدوى للرياضة المصرية فى أولمبياد بكين له معنى واحد، هو أن الرياضيين الذين "انتخبهم" الشعب و"صرف" عليهم من "حر ماله" غير معنيين بغناء النشيد الوطنى، وأن فقدان الثقة تسلل إلى الرياضى"النموذج"، بعد أن تمكن من الشباب لأسباب معروفة.
أنت فى بكين لا تعرف من أنت، أمام افتتاح مبهر كان استعراضاً لقوة الحزب الشيوعى الصينى ومظاهر نهوض هذا البلد كقوة اقتصادية كبرى، ومناسبة لاحتفال النخبة الرأسمالية الصينية الجديدة بما وصلت إليه، كما أشار خالد الفيشاوى فى "البديل" .

والمدهش أن الصين هى المكان الوحيد لازدهار الرأسمالية من 1978 إلى 2007، حيث تضاعف النمو 40 مرة، وانتقلت من بلد اشتراكى شديد البؤس إلى رابع أكبر قوة اقتصادية رأسمالية فى العالم.. دفعت الشركات الاحتكارية الدولية 866 مليون دولار لرعاية الأولمبياد والإعلان عن منتجاتها (ثلاثة أضعاف ما دفع فى أولمبياد أثينا 2004)، وبلغت عوائد الإعلانات وحدها 1.5 مليار دولار، ودفعت شركة "أديداس" وحدها 80 مليون دولار لاستخدام شعار الأولمبياد لبيع منتجاتها فى الصين.. تكاليف الأولمبياد 43 مليار دولار(أكثر من تكاليف الدورات الخمس السابقة) منها 12 ملياراً للإنفاق على الأمن .. ولاشك أن النجاح سيزيد من إمكانيات ترويج هذا النموذج، نموذج بناء الرأسمالية تحت قيادة حزب اشتراكى، على عكس تخوف سليمان جودة فى "المصرى اليوم" من "الاشتراكية" التى ستصعد طالما يتم "تجريس" نماذج رجال الأعمال فى بلادنا.

بعثة مصر كانت مكونة من 177، بينهم 100 رياضى، وخرجت من "الليلة" ببرونزية يتيمة، وشهدت الصالة الأولمبية أغرب الفضائح، عندما أصر حسن مصطفى (المصرى) رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد على طرد حسن صقر (المصرى) رئيس المجلس القومى للرياضة ومحمود علام السفير (المصرى) من مقاعد الصف الأول المخصص للأكابر ووجهاء العالم، على حد تعبير ياسر أيوب! والإخفاق المصرى فى بكين سيتم تجاوزه لأسباب كثيرة، أهمها أن مصر تعبر منعطفاً تاريخياً، وانتظروها بعد أربع سنوات، وأن رئيس اللجنة الأولمبية المصرية شخص مهم جداً، وأنه (هى جت على الرياضة ؟!)..

الأمين العام المساعد للحزب الوطنى وأمين لجنة السياسات ذهب إلى قرية "ننا" ببنى سويف وجلس مع الناس سبع ساعات، وقال فى تصريحات صحفية إن الحزب والحكومة سيطلقان برنامجاً جديداً يضم عدداً أوسع من القرى لمساعدة سكانها على العيش فى مستوى حياة أفضل.. طارق حسن الذى غطى الزيارة فى الأهرام كأنه مندوب الرئاسة كتب فى روزاليوسف "وقف فلاحون يشكون لجمال مبارك من شدة الفقر والمرض، ومنهم من طلب توفير غرفة أو غرفتين سكناً لأسرته المكونة من 9 أبناء، ومنهم من اشتكى قلة دخله وموارده"!! الذين تابعوا الزفة الإعلامية للرحلة سيتأكدون أن الذين خططوا لها يعيشون فى "بلكون تانى"، وكأن الناس خارج قرية "ننا" يعيشون رفاهية منقطعة النظير، وأن هذه الحيل "الكاجوال" قابلة للتصديق.

ياسر الزيات طالب الصحف بتحصيل مقابل تغطية الزيارات والجولات التى يقوم بها جمال مبارك باعتبارها إعلانات تحريرية يجب أن تكون مدفوعة الأجر.. وكانت البديل قد كشفت أن القرية التى زارها الأمين العام لا تقع ضمن أفقر عشر قرى فى مصر كما زعمت "السياسات"، لأن تقرير البنك الدولى أكد أنها ليست ضمن الـ 100 قرية الفقيرة فى مصر، وطالب الزيات بمحاسبة الوزراء الذين رافقوه فى الرحلة وتحولوا إلى "ذيول" (على حد تعبيره) لشخص هو أدنى مرتبة منهم وأقل شأناً على المستوى الوظيفى وعلى المستوى السياسى.. بالطبع اعتبرت الزيارة خطوة ضمن أجندة التوريث (الذى لن يحدث)، لأنها لاقت اهتماماً إعلامياً فاق الاهتمام الذى صاحب لقاءات الأب فى الإسكندرية بقابوس وخادم الحرمين (لقاء الحكماء) كما سماه القط فى "أخبار اليوم"، ولا لقاء السنيورة الذى تم خلاله مناقشة تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية .

يوم الأربعاء الماضى سافر وفد أمنى مصرى رفيع المستوى إلى بغداد لبحث فتح "السفارة"، وهو مطلب أمريكى رفضته مصر فى السابق، وأرى أن الإقدام على هذه الخطوة محاولة لإنقاذ الاحتلال، وإجهاض محاولات المقاومة العراقية (الوطنية)، وأنه لا يليق بمصر التى كانت حليفاً لحركات التحرير فى الماضى القريب أن تقف مع المستعمر ضد "الثوار".. وهذه أشياء لا تخضع لمنطق المكسب والخسارة.. ولا يجوز أن تتبنى "الأهرام" فى صفحتها الأولى يوم السبت وجهة النظر الأمريكية فى الصراع بين طهران وواشنطن.

الخبر يقول" فى أحدث حلقات التورط الإيرانى فى زعزعة استقرار العراق،كشف مسئول بارز فى المخابرات العسكرية الأمريكية عن أن وحدة القدس الإيرانية التابعة للحرس الثورى وعناصر من حزب الله تتولى تدريب فرق اغتيالات شيعية عراقية تستهدف كبار المسئولين العراقيين والقوات الأمريكية والعراقية"، الخبر مكتوب بشكل غير أمين وفيه انحياز لطرف ضد الآخر، ومن المفارقات المضحكة الحديث عن زعزعة استقرار العراق، ويأتى الكلام من البلد الذى يحتل العراق.

حرارة الجو فى مصر جعلت الصحف تتعامل مع الأزمات الروسية الجورجية، الروسية البولنية، الروسية الأمريكية، ببرود شديد، ربما بسبب اختفاء عصير القصب من القاهرة، ووصوله فى أماكن معينة إلى "جنيه وربع للشوب"، وربما بسبب انهيار سعر الذهب، وتراجع البورصة.. وحصولنا على برونزية يتيمة فى الصين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة