فعلها العميد حسام حسن.. وضرب رقما قياسيا جديدا، عندما تغلب بفرقة المصرى الخماسية على البطل الأحمر.. ويستعد الآن لمواجهة البيت الأبيض.. "فآه" لو عملها العميد ليصبح صاحب أهم سيرة ذاتية""c.v، فاز على الأهلى والزمالك لاعبا ومدربا ربنا يحميك يا ابن حسن من عين الحسود! حسام حسن الذى حطم كل الأرقام لاعبا، وتجرأ على سحب البساط الرقمى من الشاذلى والخطيب، وفاز بأكبر نسبة أهداف وطنية أيضا، ربما لا يعرف عنه الكثيرون أنه يعيش بقلب طفل وكارزمة محارب، وعناد بطل.. حقا إنه العميد.
حسام حسن يستطيع أن ينقل الروح إلى أى فريق يذهب إليه، سواء عندما كان لاعبا أو بعد ما صار مدربا.. بل وأثبت أن الروح والعطاء ليسا فقط من القاموس الأحمر، كما أقنعونا دائما، بل هى عادة المصرى صاحب الحمية.. وليس المصرى النادى بالطبع! العميد يرفض الهزيمة والانكسار ويصر على العطاء.. ويناضل من أجل الانتصار .. مقدما نموذجا يحتذى فى عدم الرضا بالمقسوم، ويدعم مقولة الشجاعة كنز لا يفنى. فهو لا يعترف بخشية الكبار مقدما، وإنما يحترم الكبير، ولكنه يقدم على المواجهة وبكل الأسلحة المشروعة، ويقاتل من أجل النصر حتى فى اللحظة الأخيرة.
حسام حسن أكد للاعبى المصرى أن الأهلى ليس بعبعا ولا يأتى الفوز عليه ضمن المستحيلات المتعارف عليها، وهذا ما اكتشفه لاعبو المصرى الشبان، ففازوا على المارد الأحمر بالنتيجة، وروضوه بالأداء، لينهوا أسطورة أن تبدأ المباراة أمام الأهلى وأنت مهزوم معنويا.. فتجرأ أبناء المدينة الحرة على البطل الأحمر وهاجموه من كل اتجاه، ولم يستكينوا، وكان لسان حالهم يقول إن الفوز باللعب وحده.. إن قدرت على ! نموذج رائع لم أستطع أن أجعله يمر فى ظل الحالة الكئيبة للكرة المصرية دون رصد، فهل تتخيل معى عزيزى القارى لو تجرأ أكثر من نادى على الأهلى لاقدر الله! وقتها ستتقدم اللعبة الشعبية إلى الأمام على طريقة جيش صلاح الدين فى مواجهة جيوش ريتشارد قلب الأسد.. ولن تركن الفرق إلى الجملة الحوارية فى فيلم الناصر صلاح الدين، والتى قالها مواطن طيب وهى :"يقولون إن ريتشارد يأكل خروفين على العشاء".. دون أن يفكر هذا الطيب أن أكل الخروف لا شأن له بتحقيق الانتصار الذى يحتاج بذل الجهد والالتزام بالخطط مع المزيد من الشجاعة.
عزيزى القارئ.. هل تتخيل أيضا حجم الاستفادة التى ستعود على الكرة المصرية لو حاولت أندية أخرى تجربة استعمال الشجاعة.. بدلا من الحذر الذى لا يمنع القدر غالبا فى عالم كرة القدم ! العميد قدم الدرس هدية مجانية، أولا لنقل أنه قدم الحصة الأولى فى منهج الشجاعة الكروية الممزوجة بالتخطيط لكل من له عينان عساه يستفيد ولو كره المتخاذلون.
ولعل أهمية درس العميد المجانى.. تعود إلى أن تعميمه وتدريسه ضمن مناهج الدورى الممتاز سيؤدى إلى خلق منتخب وطنى قوى قادر على الأداء بشجاعة أمام الأسود والنسور وكل أهل الغابة.. بل وربما نستطيع رقص السامبا والتانجو ولو للحظات نعيش خلالها فرصة مطاولة الأبطال ومنازلة الشجعان بفروسية نستحقها.. فسحقاً للجبن الكروى.. وأهلا بدرس العميد.. ولو رفض الكثيرون خشية طيران السبوبة، ولهؤلاء نقول : الشجاعة والجرأة بتزود السبوبة وتكبرها كمان.. بس جربوها والعياذ بالله !!