يوم 11 سبتمبر المقبل ينظم "الصالون الثقافى المصرى احتفالية ثقافية فريدة فى نوعها بمناسبة بدء سنة جديدة، فيما يسمى بالسنة المصرية وتحمل هذه السنة رقم6250 فى التقويم المصرى القديم، والتى توافق الأول من توت فى أشهر السنة المصرية.. الأوراق التى وزعها القائمون على الصالون تقول إن التقويم المصرى يعد أقدم تقويم عرفه الإنسان، وإنه هو الأساس لجميع التقاويم التى عرفتها الإنسانية فيما بعد بما فى ذلك التقويم القبطى. ومن الأهمية، بل من الضرورى أن نجتمع كمصريين على شىء واحد، فما بالنا إذا كان هذا الشىء عريقا أصيلا يحمل البصمة المصرية الخالصة.
ابتكر المصريون القدماء تقويمهم عام 4241 قبل الميلاد، وارتبط هذا التقويم بفيضان النيل الذى يعد مصدر الحياة والنماء، فقد لاحظ المصريون أن هناك ارتباطا بين وصول الفيضان إلى ذروته عند مدينة منف وشروق نجم ساطع فى السماء قبل شروق الشمس، وأطلق المصريون على هذا النجم اسم سوبديت، ويطلق عليه العرب، كما قال د. عماد أبو غازى أحد الداعمين لإحياء الاحتفال، اسم الشعرى اليمانية، واتخذ المصريون من هذا اليوم بداية لسنتهم النجمية التى يبلغ عدد أيامها 365 يوما، مثل السنة الشمسية، وقسموا سنتهم إلى اثنى عشر شهرا كل منها 30 يوما، وأضافوا لها الشهر الصغير نسىء من خمسة أيام، وعندما تبين للكهنة المصريين بعد ذلك أن السنة تتكون فى الحقيقة من 365 يوما وربع يوم، أضافوا يوما سادسا لشهر نسىء مرة كل أربع سنوات.
وعندما أراد يوليوس قيصر إصلاح التقويم الرومانى وتحويله من تقويم قمرى إلى تقويم شمسى استعان بالكهنة المصريين فى الإسكندرية، وكان يوم أول توت وقتها يقابل التاسع والعشرين من الشهر السادس الذى أصبح اسمه فيما بعد أغسطس نسبة إلى الإمبراطور الرومانى أوغسطس أوكتافيوس، أى فى الوقت نفسه الذى ما زلنا نحتفل فيه بعيد وفاء النيل، فأصل العيدين واحد.
وقد سجلت المقابر المصرية القديمة مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية، حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، ويتجمع الرجال والنساء فى جماعات كبيرة ويركبون السفن والقوارب التى تتجول بهم فى نهر النيل وهم يغنون ويعزفون الموسيقى ويرقصون فى احتفال من أكثر الاحتفالات المصرية بهجة، وفى الاحتفال تدق بعض النساء الطبول، ويعزف بعض الرجال بالمزامير، ويقوم البعض بالتصفيق بالأيدى.
العام الماضى لبيت دعوة القائمين على هذه الاحتفالية والدعوة، لغرض أساسى مهم، هو أن أعرف هدفهم ودوافعهم، وسبب تحمسهم لهذا الحدث: هل يقف وراء ذلك مجدا شخصيا، أم منافع ذاتية، أم أن الأمر من أوله لآخره فى حب مصر..؟ بصراحة لم أستطع تكوين رؤية واضحة وإن كان أعجبنى أن فكرتهم مبنية على أن التقويم يعد شيئا يمكن أن نلتف حوله كمصريين، لإحياء الروح المصرية، بغض النظر عن الدين أو العقيدة، وما أحوجنا فى هذا الزمن إلى ما يجمعنا بعد أن أصبحت نغمة الفرقة هى السائدة.
الطريف أن الاحتفالية تتضمن كل شىء مصرى الأصل، بداية من تقديم الفول والطعمية والعدس والبصارة، وانتهاء بالفطير المشلتت.. احتفالية العام الماضى كانت فى مكان عبقرى ينسجم مع الفكرة، هو القرية الفرعونية هذا العام ستكون الاحتفالية بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر، حيث سيتم توزيع (تقويم) السنة المصرية الجديدة 6250 مع أسماء الشهور المصرية ومعناها، وأمثال شعبية زراعية مرتبطة بها.
هل أنت مع إحياء مثل هذه المناسبة؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة