لم نتعلم شيئاً من صفر المونديال.. "فضيحة وعدت" وظلت نفس الوجوه الرياضية التى تلعب جيداً "بالبيضة والحجر".. وجوه قادرة على إلباس الباطل كل أزياء الحق.. تخدع وتنافق وتكذب حتى تستمر فى مواقعها، وتحقق صفراً آخر فى بكين.. لم نتعلم شيئاً من صفر المونديال.. الذى سبقته أصفار كثيرة، فى شتى المجالات لم يعرف عنها الناس سوى آثارها المدمرة على بلادنا فى الاقتصاد والسياسة والإعلام والاجتماع والأمن، وبالطبع الرياضة.. والأخيرة صفرها يتماس يومياً مع اهتمامات الشعب.
بلدنا تعيش حالة الصفر منذ سنوات.. الصفر الذى عشش فى العقول حتى بات طموح المسئول فقط هو الاستمرار على مقعده الذى يقربه من أهل السلطة، ويستطيع إنجاز مصالحه الخاصة، وتسهيل أعمال الأصدقاء والشركاء فى البيزنس الخاص.. ويتراجع الوزير أو المسئول عن قسم رعاية مصالح الشعب، ويستبدله برعاية مصالح الأسرة.
الصفر لم يخرج من رحم الإهمال والصمت فقط.. لكنه يعيش بيننا منذ رحيل محمدعلى باشا.. غاب الطموح وتراجعت الآمال التى زرعها الحاكم الأجنبى فى أرض مصر الخصبة.. ومنذ رحيل الرجل وبلادنا تعيش التراجع.. بأشكال مختلفة وأنواع متباينة.. وخروج الصفر إلى العلن كان بفضل كبار صغار الموظفين، الذين جلبهم الكبار بالواسطة والمحسوبية إلى مقاعد التحكم والسيطرة والهيمنة على مقدرات الشعب.
مسئول الرياضة الأول فى بلادنا مهندس لعب كرة اليد، لكنه لم يمارس العمل السياسى فى حياته.. وتجده الآن متفرغا للمشاجرات وتصفية الحسابات مع رؤساء أندية والاتحادات.. وزير الصحة وزير ابن وزير، لكنه يصر على سياسات صحية فاشلة ولا يطبق حتى المبدأ الطبى القائل "الوقاية خير من العلاج"، الأطفال تموت فى عهده فى وقائع إهمال شهيرة ..والكبار سقطوا فريسة للأمراض المزمنة، وهو لا يتحرك إلا أمام الكاميرات فقط.. أيضاً وزيرا التعليم لم يعد أحد من الشعب يطيق حتى النظر إلى صورهما المنتشرة فى الصحف، وكان لهما السبق فى تحقيق الصفر التعليمى ..وتخريج ملايين من الجهلة وأنصاف المتعلمين.. لضمان صفر المستقبل لبلادنا.
القائمة طويلة، وزراء الحفاظ على معدلات الكوارث فى النقل والقوى العاملة والرى والخارجية.. منصور تاجر وسائل النقل يعد باستمرار الحوادث براً وبحراً ونهراً.. عائشة تسابق الزمن لتفكيك القوى العاملة فى مصر ولم تفكر يوما فى إعداد عمال يؤدون أدوارهم بكفاءة.. وثالثهما القابع على نيل الوراق.. يفتح صنابير العطش على الفلاحين فى الحقول.. والرجل صاحب مبدأ لا يحيد عنه، نفس الأسباب والمبررات يعيد طرحها علينا حتى بات وزيرا لمواسم العطش.. وعلى الشاطئ الآخر للنيل يسكن أبو الغيط.. الذى لم يعد قادراً على الدفاع عن المصريين بالخارج، وبالتالى هو عاجز عن رعاية مصالح الوطن حتى فى المحيط الإقليمى... الصفر يعشش فى العقول البالية.. ويسكن القلوب التى لاتعرف حب الأوطان.. أناس باهتون يقبضون على المسئولية التنفيذية.. فيهينون اسم ورسم مصر.
الصفر ياريس لاأرى فكاكا منه سوى وزارة جديدة كلها من المتطوعين الشباب أهل الثقة والكفاءة ،واهم شروط الاختيار هو اجتياز اختبار "كشف الكدب" والخلو من الفهلوه والنصب.. وامتلاك ضمير تدب فيه الحياة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة