خالد الشريف

عبَّارة الموت.. جريمة بلا عقاب

الأحد، 03 أغسطس 2008 12:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من عامين ونصف، والمصريون ينتظرون بفارغ الصبر حكم القصاص العادل فى "عَبَّارة الموت"، والتى راح ضحيتها 1034 مصرِيا. عامان ونصف.. وقلوب أهالى الضحايا تقطر دما على فراق الأحبة، الزوج والشقيق والابن, وتدعو ليل نهار على القتلة، حالمةً بيومٍ تُرَدُّ فيه المظالم.. ويأخذ فيه المظلوم حقه من الظالم. لكن الأحلام تبددت، والآمال تبخّرت، أمام الحكم الهزيل لمحكمة سفاجا ببراءة مالك عبارة الموت ممدوح إسماعيل وجميع المتهمين.

الحكم يثير الإحباط والدهشة، فمن المسئول عن غرق 1034 بريئا فى عرضِ البحر؟ ولماذا تم التقاعس فى إنقاذ الضحايا وتركهم نهباً للبحر وأسماك القرش؟ وكيف يتمكن ممدوح إسماعيل من الهرب، وهناك اتهامات صريحة من أهالى الضحايا بتعمده إحراق العبّارة حتى تغرق، ليحصل على تعويضٍ مالى من شركة التأمين.. وقد كان له ما أراد، وحصل على مبلغ مالى ضخم من شركة التأمين بعدما غرقت العبّارة!

الأغرب أن حيثيات الحكم التى استندت لبراءة ممدوح إسماعيل "وجماعته"، أن التقارير الطبية الشرعية لم تحدد سبب وفاة الضحايا! ونفت كذلك ملكية ممدوح إسماعيل وابنه للعبارة!فمن هو مالك العبارة إذن؟ هل هو عزرائيل قابض الأرواح؟
البعض يردد أن ممدوح إسماعيل، رئيس مجلس إدارة شركة السلام للنقل البحرى، ليس مالك العبارة، بل هو الوكيل الملاحى لـ 21 عبّارة تحتكر خط البحر الأحمر، فالسؤال المنطقى إذن: من هم الملاك الحقيقيون للعبارة أيها الناس؟!

هل هم كبار رجال السلطة والنفوذ فى مصر؟ وهو ما يؤكد رفض الكبار لتحويل ممدوح إسماعيل لكبش فداء، فتم تهريبه خارج البلاد، وانحصرت تهمته فى عدم إبلاغ جهات الإنقاذ، وبالتالى حكم القاضى بالبراءة.إن حيثيات الحكم الهزيلة تثير الإحباط، وتؤكد أن رقعة القضاء النزيه فى حياتنا القضائية قد تقلصت بعد تفشى الفساد، فى ظل الزواج غير الشرعى بين السلطة ورأس المال.

بل نستطيع القول بعد حكم البراءة الظالم الذى حصل عليه ممدوح إسماعيل، إنه يجب محاكمة النظام، الذى ساعد على انتشار وتفشى الفساد فى مصر، فالحصانة البرلمانية التى يتمتع بها ممدوح إسماعيل هى بلا شك التى مكنته من عضوية مجلس إدارة هيئة موانئ البحر الأحمر، ومَنْ سهّلت له احتكار الخط الملاحى بين سفاجا وضبا (السعودية)، ومكنته أيضا من الفرار من المحاكمة، فنحن أمام ملف سياسى كان يجب التعامل معه من هذا المنطلق.

نحن لا نريد سوى العدالة والقصاص لأرواح أكثر من ألف مصرى، كان كل همهم البحث عن لقمة العيش.نحن نريد عقابا رادعا للجريمة البشعة، فإن لم تفعلوا فإن هذه الدماء الطاهرة التى ملأت البحر الأحمر ستلعنكم وتطاردكم طوال العمر.. وليتمتع الجناة بقصور لندن، وكهوف باريس، وإن تواطأت عدالة الأرض وتقاعست، فسوف ننتظر عدالة السماء، وإن غداً لناظره قريب، وما ربك بظلام للعبيد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة