جمال الشناوى

نار الشورى .. متحرقش نائب

السبت، 30 أغسطس 2008 12:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألسنة اللهب كانت تتصاعد إلى السما.. الدخان الأسود يخنق قلب العاصمة.. الشرايين تيبست وتوقفت الحركة تماماً.. وأصيبت عاصمة المعز بالشلل التام.. وتقاطر المسئولون إلى منطقة القلب.. لإنقاذ البرلمان الذى يحترق أو لمتابعة النهاية لمبنى شاهد على تاريخ مصر، بل وصانع لقررات مصيرية.

الحريق نال نصيبه من المتابعة الإعلامية فى مصر وخارجها.. حتى أن رئيسى جناح البرلمان تفرغا تماما طيلة الكارثة وضحاها للحديث إلى الفضائيات والصحف.. الكل ينفى أن يكون الحادث عملاً متعمداً.. وإن نتج عن ماس كهربى.

حزنت كثيراً لتصريحات الكبار.. العمل الإرهابى والإجرامى الذى تسابق الجميع لتبرئته من النار، كان أرحم.. وقتها.. كان سكان البرلمان وجيرانهم فى مجلس الوزراء.. سيخرجون بتصريحات "وقت الزنقة" ويقولون إن الإرهاب ظاهرة عالمية.. تجتاح كل عواصم العالم وإن أمريكا بجلالة قدرها فقدت أعز "برجين" لديها.

13 ساعة من النيران المستعرة.. ليس إهمال رجال المطافئ الذين استعانوا بعربات الدفاع المدنى المخصصة لمكافحة المظاهرات.. فهى السيارات الأحدث والأكثر قدرة على دفع المياه إلى صدور المتظاهرين.. وهى الأكثر تجهيزاً من سيارات الإطفاء التى اشترتها محافظة القاهرة لمكافحة الحريق.

13 ساعة من النيران.. كانت كافية لحرق الزيف الذى يعيشه المسئولون فى بلادنا.. فليس هناك مراكز لإدارة الأزمات التى تحدثوا عنها من أيام الزلزال.. وكتبنا جميعا نشيد بتوجه الحكومة التى تصر على إنها ذكية.. انكشفنا أمام النار الغاضبة التى أخرجت ألسنتها من نوافذ البرلمان لنا جميعاً.. الدخان الأسود المخلوط بجزء هام من تاريخنا، سخر منا وهو يتراقص صاعداً إلى السماء.
.. ساعات والنار تأكل مطبخ السياسة الرسمى "البرلمان"، والقلق يسيطر على البسطاء من عامة الناس.. مازالت كلمات رئيس إحدى اللجان فى أذنى وهو يقول لى.. عاوز أيه؟.. "أنت صحتنى من النوم" ثم أغلق هاتفه وراح يغط فى نوم عميق، ورفض بشدة مجرد التطرق إلى الحريق.

والسؤال إذا كان نواب الشعب مكلفين بنص الدستور والأعراف البرلمانية، بمراقبة أداء الحكومة.. غير قادرين على مراقبة مستوى تأمين المقر الحصين الذى يأوون إليه كل صباح.. نواب البرلمان غير قادرين على حماية الكراسى التى يشرعون ويراقبون من فوقها.

النار كشفت الإهمال الذى يعشش فوق عقولنا.. وأزاحت الستار عن العجز الذى يسيطر علينا.. والأخطر أنه نعيش بلا حلول لأى أزمة.. ولن أسوق النظريات.. فلن يستجيب أحد.. المسئول فى بلادى لا يسمع ولا يقرأ.. ولا يعمل.. فقط يتكلم.

كلام.. كلام.. كلام.. وفى حالات التحرك النادرة التى تحدث.. لجان.. لجان.. لجان.. ويخلص مولد الكلام واللجان.. وترجع الحكومة إلى عادتها القديمة..

الشىء الوحيد الذى احترمته وقت الأزمة هو قرار الدولة برفض تبرعات رجال الأعمال.. لإعادة مجلس الشورى إلى سيرته الأولى.. ولكن لماذا قبلت الدولة سابقاً أموال النواب لتجديد الشورى.
أخيراً هل فكر مسئول.. مجرد تفكير فى نقل البرلمان بعيداً عن قلب العاصمة الموجوع.. ويتحول المبنى المحترق إلى متحف يليق ببلادنا.. وتاريخها الذى كان.. محور أحداث العالم.. ولن أكرر السؤال العبيط .. متى يعرف الكبار الاستقالة؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة