لم أر حزباً فى الدنيا أسوأ حظا.. وقولاً وعملاً من الحزب الحاكم فى مصر.. هو حزب الرئيس والحكومة ولجنة السياسات.. إليه هرع الجميع ليس رغبة فى المشاركة فقط بل الهدف لـ99% كان اكتساب مزيد من النفوذ والسلطة، أملاً فى تسليك المصالح وتسهيل الأعمال الخاصة.. الزعيم الأول للحزب كان الرئيس الراحل السادات.. رئيس كان يجمع فى يده كل السلطات بإشارة من يده يرفع من يشاء فى الدنيا.. وبطرفة عين فى لحظة غضب يطيح بمن يكره خلف الأسوار العالية.. هكذا كان الحال وقت مولد الحزب الوطنى.. ووقتها تسابق الطامحون فى سلطة إلى أبواب حزب الرئيس أملا فى الفوز بنصيب من القوة التى تحمى.. حتى من القانون.. وسمعنا كثيراً عن ملايين يدفعها رجال أعمال من أجل الفوز ببركة الحزب الحاكم.
مرت الأيام وتبدلت الوجوه فى الحزب ولم تتبدل السياسات والأهداف.. وظل السباق إلى عالم الانتهازية مستمراً. سمعنا كثيراً عن تطوير وإعادة بناء للحزب الذى يقبض منذ 30 عاما على مقاليد الأمور.. ولكن لا جديد على الساحة سوى وجوه جديدة من الانتهازيين تقف فى المقدمة تتعلق بأهداب الشرف حتى تتحين الفرصة وتنقض على الفريسة.. الحزب الحاكم الآن فى موقف صعب جداً فهو الحزب الذى نال كراهية الأغلبية بجدارة واستحقاق عز يحتكر وهشام يقتل ونظيف يحتقر الشعب.. كل الفضائح الكبرى للفساد فى السنوات العشر الأخيرة كان الفاسدون فيها هم كبار رجال الحزب الوطنى.
الغريب أن الفساد فى الحزب جعله يختار أنصاف الموهوبين لقيادة آلته الإعلامية.. الفساد وحده هو من دفع بالمهزوزين إلى قيادة الصحافة والإعلام.. بعضهم فهم اللعبة مبكرا وقرر أن يجمع أقصى ما يستطيع فى زمن قياسى.. ناسياً دوره.. قيادات صحفية فاشلة وإعلامية باهتة.. وجاء يوماً انصرف أغلب الشعب عن تليفزيون وصحف الحكومة.. شخصان فقط فى منظومة صحف الوطنى لديهما من الشجاعة الكافية من عدم الخجل من الدفاع عن الحزب الوطنى، هما محمد على إبراهيم، وعبد الله كمال، وفقط تقدما إلى معركة الدفاع عن شرف الوطنى المنتهك وسمعته المهدرة.
ما يريد أن يفعله أحمد عز الآن لن يجدى عليه أن يريح نفسه.. ويجمع أتباعه ويرحل إلى عالم البزنس الذى برع فى الإمساك بآلياته فى يده. على عز أن يعى جيدا أن الحزب الوطنى مطالب الآن بالاعتراف بشجاعة بالجرائم التى ارتكبها ضد الشعب.. ثم يرحل طالبا العفو من الملايين الذين صدقوا ربع قرن من الأكاذيب.. وللأسف الوطنى احتكر الكراهية وحده واستطاع أيضاً أن يمحو البدائل من الحياه السياسية.. مصر الآن فى حاجة إلى هدم البيت السياسى المتصدع.. وإعادة البناء من جديد على أسس من الشرف والإخلاص ولتذهب الوجوه التى يكرهها الشعب بعيداً ربما تطهره من جريمة لا تسقط بمرور الزمن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة