خالد الشريف

العاشر من رمضان .. متى يعود النصر؟

الأحد، 14 سبتمبر 2008 02:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زلنا ونحن نحتفى بذكرى النصر فى العاشر من رمضان فى حاجة إلى روح جديدة وثابة، تنقلنا من حالة الإحباط واليأس، إلى روح الانتصار.. تلك الروح التى تغلبت على الهزيمة والنكسة، وصنعت البطولات فى العاشر من رمضان .. إنها سلاح الإيمان الواثق بالله، المعتصم بقوله: "وما النصر إلا من عند الله"، فالنصر مسألة ربانية محضة، وما على العبد إلا بذل السبب، واستفراغ الوسع.
لقد أدرك السادات هذا السلاح إدراكًا جيدا، فقام بتكوين جبهة الشئون المعنوية لبناء الفرد على الإيمان، وفتح المجال لمشايخ الأزهر وأعلام الصحوة الإسلامية، ليبثوا العزيمة فى النفوس، ويعلوا الهمم، ويستنهضوا الطاقات، من أمثال الشيخ محمد الغزالى، والشيخ عبد المنعم البرى، والشيخ عبد الودود شلبي، والشيخ حافظ سلامة..ذلك الرجل الذى قام بمجهودات خارقة بذهابه إلى جبهات القتال، وتعليمه الجنود كلمة "الله أكبر" عند لقائهم بالعدو.,.هذه الكلمة التى برقت وسط غبار المعركة، فكانت سر الانتصار..
نعم..كان يومًا فريدًا، تجددت فيه النفوس، وسمت فيه الأرواح، حتى إن الكثير من الجنود رفضوا الإفطار، وأعلن بعضُهم أنه يحب لقاء الله شهيدًا صائمًا..
ذلك اليوم الذى غسل العار عن جبين الأمة، وذكرنا ببدر وعين جالوت والقادسية، حينما انطلقت الجموع الواثقة، وحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وداسوا بأقدامهم أكبر مانع مائى وصناعى فى التاريخ، وهكذا الإيمان إذا صنع النفوس، وتمكن منها، وتربت عليه، حينها تهزم اليأس، وتزرع الأمل، وتنسف الباطل المتسمى بإسرائيل!
وإن من الوفاء بالحق، والعرفان بالجميل، أن نذكر هنا قائد هذا النصر الذى رفع الرؤوس، فطالت الجوزاء..وهو الرئيس محمد أنور السادات رحمه الله، الذى لم يعطه المؤرخون حَقَّهُ حتى الآن.
إننا فى حاجة إلى عودة هذه الروح ؛ لنهزم الفساد الذى استشرى فى بلادنا، وسقط على رؤوسنا سقوط صخور المقطم على أهالى الدويقة، التى كشفت أنّ هنالك قلوبًا أشد قسوة من تلك الصخور التى أطاحت بحياة العشرات، ولو كان هناك قلوب تخشى الله وتتقيه بصدق، لسارعت قبل سنوات لمنع هذه الكارثة، التى حاقت بالجميع، مع أن التقارير أطلقت أجراس الإنذار منذ 14 عامًا للتحذير منها..!!
فلو أن مسئولا يتقى الله لسارع بإنقاذ هؤلاء "الغلابة"، وسعى لتوفير المساكن التى تؤويهم، بدلًا من جلوسهم فى ظل الموت القاسى!!
وكان يمكن أن نمنع هذه الكارثة لو أن هناك ضميراً ينبض.. لكن لم يعد إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".
والغريب أن بعض المتسلطين فى بلادنا لا يريدون لروح النصر أن تعود، حتى ولو بسد جوعة المحاصرين فى غزة، فمنذ أيام راح بعض الوطنيين يستعيدون النصر فى العاشر من رمضان، ويسيرون قافلة لفلك الحصار عن غزة، لكنهم فوجئوا بحصارهم من قِبَلِ أجهزة الأمن فى مدخل مدينة الإسماعيلية، وهم فى طريقهم إلى معبر رفح الحدودى.. ورجعت القافلة المحملة بالأغذية والأدوية دون أن تصل إلى أبناء غزة المحاصرين!!
وكم كنا نتمنى من السلطات المصرية أن تدع الحملة "الإغاثية"؛ لإيصال الأغذية والأدوية والمواد الطبية إلى إخوانهم فى غزة، لا سيما ونحن فى شهر الخير، وزمن المواساة.
ولكن يبدو أننا فقنا الصهاينة غلظةً وقسوة؛ حيث سمحوا للسفينتين المقبلتين من قبرص بالدخول إلى غزة، ووقفنا نحن حَجَر عثرة أمام كسر الحصار، رغم أن فك الحصار عن الشعب الفلسطينى فرضٌ على كافة المسلمين، وقد كان منتظرًا من الحكومة المصرية أن تتواصل مع الحملة، وأن تفسح لها المجال، وتيسر لها السبيل، وتدعمها مادياً ومعنويّاً، كمشاركة فى حل القضية الفلسطينية، وإغاثة إخواننا فى فلسطين! ولكن..
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تأتى الرياح بما لا تشتهى السُّفُنُ
وإن كانت الرياح فى أيامنا تسمح للسفن بالعبور، ولا تسمح للقوافل!
وفى النهاية لا نملك إلا ن ندعو من قلوبنا فى شهر رمضان -والذى قارب على الانتصاف- أن يَرْزُقَنَا الله الصبر، ويُبْدِلَنا خيرًا من تلك الحكومة، إنه ولى ذلك والقادر عليه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة