هل هناك أحد له مصلحة مباشرة فى "الطرمخة" على حرق مجلس الشورى؟
أظن.
فما قاله رئيس وحدة الإطفاء بمجلسى الشعب والشورى مرعب، فالمقدم على رزق أكد أمام لجنة الدفاع والأمن القومى أنه أرسل 50 مذكرة بالتمام والكمال إلى مجلسى الشورى والشعب، يطالب فيها برفع كفاءة المبانى وإنشاء نظام حديث للإنذار والإطفاء، ولكن الرجل لم يتلق رداً من الشورى. يا نهار أسود. فى حين أن الشعب استجاب لملاحظاته.
وكشف الضابط ما هو ألعن، فقد تعرض الشورى من قبل لخمسة حرائق، منها واحدة فى "البوفيه"، مش مهم شوية عمال يروحوا فى ستين داهية ونكتم على الموضوع.
لكن هل يمكن أن تصدق أنه حدث حريق فى مكتب وزير مجلسى الشعب والشورى دكتور مفيد شهاب، وتم إخماده بالطبع، فكيف لم ينتبه الموظفون الكبار أو حتى الوزير شهاب أو رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف إلى خطورة الأمر، وكيف لم يستجب أحد منهم للخمسين مذكرة التى أرسلها الضابط المخلص المحترم؟
أسئلة موجعة وتفاصيل فوق حدود الخيال ومن الصعب، بل ومن المستحيل أن يصدقها أحد، ولكنها حدثت.. فهل تنتهى التحقيقات بمحاسبة حقيقية للمسئول عن هذا التراخى والإهمال الرهيب الذى أدى إلى حرق مؤسسة عريقة هى جزء من تاريخ البلد؟
أتمنى، وأتمنى محاسبة المسئول الذى لم تخرق عينية تحول الشورى إلى خرابة، وأهتم فقط بإنكار ما قاله المقدم على رزق، فنشرت له وكالة أنباء الشرق الأوسط التى تهيمن عليها الحكومة تأكيدا بأن "المجلس مزود بنظام إنذار وإطفاء آلى عند حدوث حريق طبقاً لمعايير الكود المصرى ومتطلبات مكافحة الحريق".
وكأننا "هبل وعبط" وسنصدق هذا الكلام الفارغ، فلو كان صحيحا أن هناك نظام إنذار وإطفاء، فلماذا احترق مجلس الشورى يا سيادة المسئول؟
الحقيقة أن هذه النوعية من المسئولين هى سبب خراب البلد، فهم البيروقراطية الفاسدة التى تؤمن بأن وجودها مرهون بالتكتيم والتعتيم على كل شىء، حتى يمر الأمر بسلام ويفلتون ومعهم الكبار من العقاب.
وإذا حدث لهم ما يريدون فلن يستطيع أحد وقف حرائق قادمة لا محالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة