الخبير الاستشارى فى الإسكان الدكتور ممدوح حمزة فى حواره لصحيفة "الأهالى" الصادرة هذا الأسبوع أكد أنه يستطيع حل 70 % من عشوائيات مصر خلال أربع سنوات، وأن الحل من وجهة نظره يكمن فى قرار، ثم ناس متخصصة، ومتفرغين لحل هذه القضية، بعيداً عن اللجان الحكومية، ومسقعتية الحزب الوطنى، وأن القضية ليست فى حاجة إلى عبقرية, تحتاج فقط إلى مثابرة، وناس مهتمة وعندها ضمير، وذهب الدكتور حمزة إلى أبعد من ذلك وهو حل مشكلة الإسكان فى مصر عموماً من خلال تحويل جميع الضرائب العقارية إلى حل مشكلة العشوائية، وثانياً: رفع الضريبة العقارية على الوحدات السكنية الخالية، وهى حوالى 2 مليون وحدة فى القاهرة، و6 ملايين على مستوى مصر، إلى أربعة أضعاف المثل, وهنا سنضرب عصفورين بحجر، فمن يغلق شقة، سيقوم بتأجيرها، مما سيزيد عدد الشقق المعروضة للإيجار بمقدار 6 ملايين وحدة، فتنزل قيمة الشقق، وثالثاً: جميع مزادات الأراضى فى مصر، يتم توجيه نصف قيمتها إلى حل مشكلة العشوائيات، ورابعاً: الأراضى التى سيتم إخلاؤها بعد حل مشكلة العشوائيات، يتم بيعها بأسلوب المستقبل، بمعنى أن تقول الحكومة، من يريد أن يشترى أرض الترجمان اليوم، سنخليها بعد 10 سنوات، ومعروف أن الأراضى التى تضم مناطق عشوائية، غالباً قيمتها عالية جداً، ولذلك يسعون إلى الاستيلاء عليها، وتعهد الدكتور حمزة من خلال البنود الأربعة السابقة أن يحل مشكلة العشوائيات فى مصر، بل مشكلة الإسكان عموماً.
وطالب خلال الحوار رئيس الجمهورية بأن يعطيه " دخل قناة السويس فى يوم واحد " وسأحل لك مشكلة الأماكن الخطرة فى هضبة المقطم، خلال سبعة أشهر فقط".
الحوار فى مجمله يحوى العديد من الحلول السحرية لعدد كبير من المشاكل والكوارث الحادثة اليوم، والتى ستحدث مستقبلاً، والتى ستقف أمامها الحكومة القادمة عاجزة عن فعل أى شئ مثلما فعلت الحكومة الحالية والسابقة والتى سبقتها.
أجزم أن مصر فيها العديد من العقول المخلصة والمستنيرة والمرتبة التى تعشق العمل لصالح البلد ويمكنها انتشالها من كل كوارثها الاقتصادية والإسكانية والنووية والتعليمية والصحية والبيئية والرياضية والفنية، ولكن المسئولين عن هذا البلد لا يريدون إلا مصالحهم فقط، ويغلقون الأبواب والشبابيك, وكل المنافذ فى وجوه كل هؤلاء ويتهمونهم بأبشع التهم .
الحاشية يا دكتور ممدوح لا تريد ولا ترغب فيمن يمكنه أن يقود، هى فى حاجة دائمة إلى كل من يقاد وبسهولة ويمكنه قول "نعم" بلسانه وقلبه، بعد تغييب عقله، والدليل ما نراه من تخبط وتضارب فى التصريحات والأقوال ناهيك عن الأفعال.
الحاشية يا دكتور ممدوح لا ترغب فى وضع استراتيجية ـ مثلما تفعل كل الدول التى تضع المواطن فى أجندة أعمالها بما فيها موريتانيا وجزر القمر ـ بعيدة المدى لا تتغير أو تتأثر بتغير من يجلسون على الكراسى وينظرون تحت أقدامهم، أو فى حدود أسوار حدائقهم الملحقة بقصورهم وفيللاتهم التى شيدوها أثناء جلوسهم على الكراسي.
لو أن فى الحكومة بشكل عام وفى وزارة الإسكان بشكل خاص عقلية ذكية لاستدعت الدكتور حمزة وبحثت معه الحلول التى يطرحها وإمكانية تنفيذها، مع ضمان محاسبته حال فشله، وعلى سبيل التجربة مثلما يجرب السادة الوزراء والمسئولين فى مأكلنا ومشربنا وصحتنا وتعليمنا، والمدة التى يطلبها الرجل ليست ربع قرن ولكنها أربع سنوات فقط .
أشك أن يحدث هذا الأمر لأنه ليس للفقراء والمساكين وأبناء السبيل أدنى اعتبار فى ذهن حكومة رجال الأموال والمصالح ودقى "حزايني" يا مزيكا.