د. محمد مورو

جوعى ومُهَمَّشُون

الجمعة، 26 سبتمبر 2008 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أنّ ارتفاع أسعار الغذاء له دورٌ فى إضافة 75 مليون نسمة آخرين إلى قائمة الجوعى فى العالم، مما يرفع العدد الإجمالى إلى ما يقرب من 925 مليونًا!! وفى الحقيقة فإن من العار على العالم، لاسيما الكبار (أوروبا وأمريكا واليابان والصين) أن يكون هذا العدد من الجوعى موجودا، حتى فى الألفية الثالثة!

ومن المعروف أن الله تعالى جعل فى الأرض من الثروات ما يكفى ويزيد عدة مرات حاجاتِ كل سكانها، وهذه حقيقة علمية معروفة، فضلاً عن أنها حقيقة قرآنية بالنسبة لنا كمسلمين على الأقل، (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظَلُومٌ كفار) ظلوم كفار لا يحسن توزيع الثروة، ولا يُحسِنُ استغلال الثروات المتاحة.

وأخطر ما فى هذا الأمر أن الأسباب التى تقدمها المنظمات الدولية لهذا الجوع فى العالم، مثل زيادة أسعار السلع الغذائية، أو صنف الإنتاج الزراعى، أو الوقود الحيوى، أو ارتفاع أسعار النفط.. كلها أسباب غير حقيقية وملفقة! فالحقيقة أن الجوع فى العالم يرجع إلى النظام الاقتصادى الدولى الظالم, واستئثار20% من سكان العالم بـ75% من الثروات, بل إن هناك داخل الدول التى تمثل الـ20% تفاوُتاً طَبَقِياً رهيباً, الأمر الذى يعنى أن هناك عدالة اجتماعية غائبة داخل كل دولة على حدة، وداخل العالم ككل.

والأمر نفسه ينطبق على مصر، التى يعيش فيها الفقراء والمهمشون والضعفاء، وتدهمهم الكوارث، ويقال فى النهاية: إذن ذلك قضاء وقدر.. مع أن السبب الرئيسى فى الإهمال، وسوء توزيع الثروة، والتصرفات غير المسئولة للكبار!! والغريب أن الحكومة تتهم الناس بسوء التصرف, وكأن الزاحفين للسكن فى الدويقة، أو فى المغارات، أو راكبى قطار الصعيد القشاش، كان بإمكانهم، وميسورا لهم السكن فى الرحاب، أو الحجز فى قطار النوم الفاخر!!

المسألة بالطبع لن تظل على حالها، والخداع الدولى والمحلى للفقراء لن يدوم طويلاً, وإذا كان حلم العدل الاجتماعى لم يمت بموت الشيوعية، التى فشلت فى أن تكون طريقاً لتحرير العالم من الرأسمالية, فإن الأمل لا يزال موجودًا، ونحن نطرح أن يكون الإسلام هو أيديولوجية الفقراء فى العالم، والجذر الثقافى للثورة العالمية على الرأسمالية.. أيديولوجية للمسلمين، وغير المسلمين فى نفس الوقت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة