جمال الشناوى

خيارات الرئيس ..واختيارات جمال

السبت، 06 سبتمبر 2008 01:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما من مرشح أمريكى للرئاسة .. إلا وبشر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ..توافقا مع قرار الكونجرس. وتمشيا مع ما فعله ريجان قبل يوم واحد من انتهاء ولايته عندما وقع عقدا مع إسرائيل لإيجار 14 فدانا من أراضى الوقف الإسلامى لمدة99 سنة مقابل دولار واحد فى العام .. لإنشاء سفارة أمريكية فى القدس ..وتسارعت وتيرة الإجراءات الدستورية ليصدر الكونجرس قراراً بإلزام الرئيس الأمريكى – أى رئيس أمريكى – بنقل السفارة، وهو أمر يترتب عليه أفعال قانونية فى صالح إسرائيل ..وردود أفعال دولية فى غير صالح أمريكا ..وكل ستة أشهر يتجدد القرار الرئاسى الأمريكى بتأجيل تنفيذ قرار نقل السفارة ..لمقتضيات المصلحة الأمريكية ؟

والآن ما هى مقتضيات المصلحة العليا للبلاد الأمريكية ..؟ أيا كانت الإجابة ..فالمهم أنه لكل دولة حدود لمصالحها العليا ..وطالما كانت الدولة راسخة عتيدة لها تقاليد ولو زائفة ..أو باهتة فى زمن التسييس ..فإن مصالحها العليا تقع على عاتق الرئيس ..وهنا تفتح له خزائن الأسرار ..ويزاح الستار عن الوجه الآخر من الصورة ، المحظور على المواطن ..فرق عمل فى شتى بقاع الأرض تتفرغ للعمل على إماطة الغمة عن طريق الرئيس .. فرق أخرى بمسميات مختلفة تدرس وتعرض اقتراحات.

فى الدول الديمقراطية ..لاتختلف كثيراً قرارات الرؤساء ..فلا بطولة لأحد على الآخر ..فقط المسألة فى كاريزما الوجه ..وطريقة عرض قرارات الرؤساء ..أقول فى الدول الديمقراطية ..وفقط .. وهو أمر يختلف كثيراً فى الديكتاتوريات ..عندما تتحول هذه الفرق إلى البحث عن مبررات لما يريد الرئيس .. الذى يتخذ قراراته بانفعالية ومزاجية ..ويمكن أن نسميهم " الرؤساء المراهقين" .. يخلطون بين الشخصى والوطنى ..يختزلون الدول فى أشخاصهم.

الرئيس مبارك أمضى سنوات كثيرة على كرسى الحكم، لكنه كان حريصاً فى الكثير من شئون السياسة الخارجية على الاستشارة والسعى خلف مصلحة الوطن ..وهو مثار إعجاب الكثيرين ..ورغم خطورة استمرار نمط الاستشارة وثبات وجوه لفترات طويلة..إلا أن الأمور أفضل كثيرا عنها فى قمة هرم الحزب الوطنى ..السيد جمال مبارك .. يختار أقرب معاونيه فى أغلب الأحيان بناء على ترشيحات غير أمينة مع جمال مبارك ..وبنظرة سريعة إلى قائمة المقربين فى أمانة السياسات ..نجد أن رغم نفاذهم إلى دوائر صنع القرار الاقتصادى فى كثير من الأحيان إلا أن عددا كبيرا من رموز اللجنة، بات يناضل من أجل الحصول على البراءة من اختراق للقانون ..وارتكاب جرائم لاتخل بالشرف فقط بل تنتهكه .. آخرون يدفعون الملايين من أجل تبييض وجوه فى هذا الزمن مسودة ..

الآن الكل يرى ويقرأ ويسمع ..والأكثر من هذا يحلل ويسابق وكالات الأنباء فى صنع الأخبار .. أنا لست فى حالة نزاع مع جمال مبارك على السلطة ..بل والأكثر من هذا لست معارضا لانتخاب ((ولو بشكل نصف ديمقراطى ))الرجل لخلافه أبيه ..وربما أدليت بصوتى يوما لصالحه ..ولكن ما سيجعلنى أصر كناخب على اختياره رئيسا، هو أن يتقدم خطوة للأمام صوب ما يعرف بالمصالح العليا للوطن التى تجعل أى رئيس أمريكى يفكر كثيرا فى تنفيذ وعودا قطعها وهو فى أجواء الحملات الانتخابية الساخنة ..

الآن لو كنت مكان السيد جمال لجلست إلى نفسى مع أهل الثقة لأراجع سياسات الأمانة، وأمانة السياسات ..وشخوص باتت مكفهرة .. وألا أغلب عاطفة ..أيا كانت.. فوق المصالح العليا للوطن، لا مصالح أعضاء لجنة السياسات من قتلة ومرتشين ومحتكرين ..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة