جمال الشناوى

أبطال من ورق «جرايد»

الخميس، 15 يناير 2009 11:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمرو موسى أحد الوزراء الذين احبهم الناس، رغم كثير من التحفظات لدى محترفى السياسة على أدائه، لكنه كان يغلف السياسة بعبارات يحبها الناس.. موسى كان وزيرا للخارجية فى أزمات لاتقل عن جريمة اسرائيل فى غزة الآن..يومها الرجل نفذ سياسات الدولة ولم يبد حتى رأيا مخالفا فى كواليس الحكم..لكنه كان بارعا فى اللعب بمشاعر الجماهير،ولن أقارن بينه وبين أبوالغيط فالأخير لا يعرف الفارق بين السياسة والدبلوماسية.. ولا يعى أن العمل الدبلوماسى هو وسيلة لتنفيذ متطلبات السياسة.

.. لدينا فى مصر مسئولون يعشقون الكاميرا والقلم أكثر واجبات عملهم، يسيرون على درب القادة العرب.. فالرئيس الذى أعلن عن فتح باب التطوع للقتال فى غزة، هو نفسه الذى ارتجف فى صبيحة الظهور الأخير لصدام حسين، وبعد ساعات من الاعدام فتح الرجل خزائن أسرار الأمن القومى لديه وقدمها قربانا لأمريكا.. وذاك الأمير الذى يستعين بمفكر فلسطينى للتخطيط له..فتح بلاده للقواعد الأمريكية ومكاتب تحمل الصفة الدبلوماسية لدولة «السفاح السياسى» وجزاريها النماذج تتكرر فى كل عواصم الصمود والتصدى.

الحقيقة ان الفشل الاعلامى الرسمى يحتاج إلى وقفة، رغم احترامى لواقعية أجندة مصر السياسية، فكل ما نحتاجه الآن هو الاقتراب من لغه السوق السياسية التى تتميز بالفهلوة والنصب ودغدغة مشاعر البسطاء.

الانفتاح السياسى فى مصر قبل خمس سنوات لم يواكبه تطور فى آلة الإعلام الرسمى.. ظلت جامدة ينخر فيها الفساد والتخلف.. فباتت غير قادرة على التفاعل مع الأحداث.

وزير الداخلية حبيب العادلى مثلا هو من الوزراء الذين دفعوا فاتورة التحول السياسى فى البلاد، ..فالرجل نفذ أكبر حزمة من الاجراءات الايجابية، فقاد تطورا فى السجون..ليس هذا مجاله وأقر قانون «محاسبة «الضباط، ومازلنا نذكر واقعة اعتداء ضابط على صحفى شهير، ورفض زكى بدر وزير الداخية وقتها حتى أن يعتذر الضابط....نعم نحتاج إلى المزيد، لكن الرجل لم يجد دعما من آلة الإعلام، بل العكس آلة الإعلام الرسمى انضمت أحيانا إلى قافلة من المنظمات التى تتلقى تمويلا مقابل مشاريع وتقارير.. كلها ضد الداخلية.

العادلى نجح فى إحداث تحول كبير، لم يشعر به المواطن كثيرا بسبب الصوت العالى.. فحتى تكون ناشطا فى المنظمات الحقوقية «يرضى عنك من يدفع» فعليك بالهجوم على الداخلية..
وزير الخارجية.. أهال التراب على دولة فى حجم مصر.. والإعلام المصرى ساعده.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة