مدحت قلادة

هل يفهم الإخوان والنظام؟

الإثنين، 26 يناير 2009 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الديمقراطية مشتقة من الكلمة اليونانية Demos وتعنى الشعب والديمقراطية فى العرف السياسى حكم الشعب لنفسه، ويعتقد الكثيرون أن الديمقراطية هى فقط صناديق الانتخابات، وهذا خطأ، فالديمقراطية وحدها لا تؤمن الشعوب، بل تؤدى لكوارث، خاصة إن كان مفهوم الديمقراطية هو مفهوم أهل الشرق والإسلاميين "حكم الأغلبية فقط" بلا ضوابط وبلا روابط.

تجارب سيئة
صناديق الانتخابات أتت بهتلر للحكم وحولت ألمانيا إلى دولة نازية، واحتل هتلر نصف الكرة الأرضية، وتسبب فى موت الملايين من البشر، فصناديق الانتخابات أدوات جامدة عديمة الحس والرؤيا.

حماس أتت بصناديق الانتخابات، وتحولت من ديمقراطية لديكتاتورية، ديكتاتورية الأغلبية ضد الأقلية ثم لديكتاتورية دينية مثلما حدث فى فلسطين، ثم تحولت من ديكتاتورية سياسية إلى فاشية دينية وقامت بسفك دماء المعارضين من فتح مثل قتل سميح المدهون بعد إهدار دمه من قبل "رابطة علماء فلسطين" وجمال شلايل بزجه من الدور الثامن عشر، وغربلة أحد عناصر فتح بـ 45 طلقة رصاص، وقتل الكثيرين، علاوة على حرق كنائس وأديرة بغزة، والبحث فى نفوس وأفكار الآخرين مثلما فعلت طالبان فى أفغانستان، ومثلما يحدث فى دول الجوار فى عالمنا المتخلف "العالم الثالث".

فالديمقراطية وصناديق الانتخابات التى يحتكم إليها ويرددها الإخوان والإسلاميون، ليست كافية لإيجاد مجتمع مثالى يشترك الجميع فى الحكم الأغلبية والأقلية والبسطاء والأغنياء، فبداية الحل هى فهم المعنى الحقيقى للديمقراطية.

الديمقراطية الليبرالية التى تعنى التداول السلمى للسلطة، أى حكم الأكثرية وحماية حقوق الأقليات والأفراد، فالديمقراطية الليبرالية معنى أوسع، بل هى للدقة نظام اجتماعى مميز يؤمن به ويسير عليه كل المجتمع، وبذلك فالديمقراطية الليبرالية تهدف إلى:

حماية حرية الإنسان، وحماية حقوقه الخاصة "الأكثرية أو بالأقلية"، حماية الحقوق الأساسية للفرد حق حرية التعبير، وحرية المعتقد، وحرية الاختيار، والمساواة أمام القانون، وحق المشاركة الكاملة فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بمعيار المواطنة فقط ليس بالدين أو باللون أو بالجنس مع الالتزام بروح التسامح والتعاون بين البعض، وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة بفاعلية فى المجتمع.

انتهازية الإخوان
اعتمد الإخوان على ديمقراطية الصناديق مثلما فعلت حماس تماماً مع إقصاء الآخر المخالف فى المعتقد السياسى والدينى والمذهبى.

كمثال لانتهازية احتلال النقابات، فقد احُتلت جماعة الإخوان معظم النقابات بصناديق الانتخابات وتعمدها يوم انتخاب إجازة للأقباط لعدم مشاركتهم مع التنبيه على أعضائهم للحضور والمشاركة لتحتل النقابات المصرية بنسب ضئيلة جداً "المهندسين، والأطباء، والمعلمين، والمحامين، والصحفيين... إلخ" فمن سخريات القدر مشاركة أعضاء إقصائيين من الإخوان فى لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة الصحفيين والأطباء؟!!

أخيراً
فإن الإخوان والإسلاميين الذين يتشدقون بالديمقراطية بدون فهم معناها "ديمقراطية ليبرالية" يخطئون خطأ فادحاً، فلا ديمقراطية إلا بحفظ حقوق الأقلية أفراداً وجماعات، ولن تجدى أقوالهم الجوفاء "لهم ما لنا وعليهم ما علينا ؟!!"

ولن يستفيد النظام من اللعب بورقة "الإسلام السياسى" الإخوان وجماعات التطرف، فحماس وخراب غزة عبرة للكل، طبقاً للمثل "مهما قدمت للذئب من طعام فإنه يظل يحن إلى الغابة".

وانطبق على النظام المثل القائل "كان الله فى عون الغنم إن كان الذئب قاضياً لها" مثل دنمركى.

ترى هل يفهم الإخوان والنظام إن مصر لم ترَ شمس الديمقراطية وتطابق الدولة الأتوقراطية؟
الخلاصة سلطة بلا رقابة تحول لعصابة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة