فلتفعل إسرائيل ما بوسعها، فلتعتقل كل قيادات حماس والجهاد وباقى المنظمات المقاومة، فلتعتقل كل مقاوم فلسطينى، لكنها أبدا لن تستطيع محو القضية الفلسطينية، ولن تقدر أبدا أن تطفئ شعلة النضال الفلسطينى منذ أن بدأ فى كتابة ملحمته فى صفحات التاريخ الإنسانى.
مئات الآلاف من الشهداء راحوا فى سبيل القضية، ومئات من القرى الفلسطينية أبادتها إسرائيل، وقامت بمحوها من على الأرض، ورغم ذلك تظل فلسطين على قيد الحياة.
هو قانون التاريخ التى تعجز العربدة الإسرائيلية عن محوه، ولا تستطيع العروش العربية المتواطئة على طيه، وتشهد الحضارات الإنسانية على مجده.
ليس هذا كلاما إنشائيا، ولكنه التاريخ الذى يحفظ فى صفحاته مجىء الصليبيين إلى المنطقة والبقاء فيها عشرات السنين، ومجىء التتار أيضا، لكنهم خرجوا يوم أن وجدت المنطقة قيادات تاريخية بوزن صلاح الدين وقطز وبيبرس. خرجوا يوم أن تيقنت هذه القيادات أن النصر لن يصنعه إلا التوحد ونبذ الفرقة، وأن مصر وسوريا هما القوة الدافعة وحجر الزاوية بوحدتهما فى أى طريق للنصر، بقيت هذه القيادات فى الوجدان العربى رغم مرور مئات السنين، بقيت لأنها فهمت دورها التاريخى، وتوحدت معه وعملت لأجله، لم يختاروا كغيرهم من حكام زمانهم حفنة من المكاسب أبقت العروش لفترة، لكن نصيبها فى التاريخ كان بضعة أسطر ليس إلا.
من هذه الخلفية المضيئة فى تاريخنا نتعلم أنه يمكن لنا أن نخسر الجغرافيا إلى حين، لكننا لن نخسر التاريخ أبدا، قد تحتل إسرائيل جزءا من الأرض، وتبقى عليه سنوات وسنوات، لكنها لن تبقى عليها مادام هناك أجيال تولد معبئة بالكراهية لها، قد تحمل هذه الأجيال عباءة إسلامية، أو قومية، أو تقدمية، أو أى صيغة كانت، لكنها بفعل المقاومة ستسترد أرضها، فلنتحصن إذن بالتاريخ الذى يتعمد دعاة الهزيمة إلى حذفه من ذاكرتنا، فلنتحصن به حتى نعرف أن هذه الأمة قادرة على صنع الانتصارات إن أرادت.
لا تفتحوا حدودكم يا حكامنا العرب، ابقوا على واقعيتكم التى أذاقتنا هزيمة ومرارة، لكن من لديه منكم مساعدة، قطعة خبز أو سلاح فليقدمها، فهذا أضعف الإيمان، تعلموا مرة أن الهزيمة ستطاردكم فى التاريخ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة