طارق عجلان

قواعد اللعب..

الخميس، 08 يناير 2009 10:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقواء عسكرى وتقنى وتاريخى بالحديد والنار، أوقع شهداء وجرحى، أسال انهارا من الدماء وراكم جبالا من الجثث. أسقط معه أقنعة، وأطلق مظاهرات روتينية واحتجاجات سلبية اندلعت فى أربعة أنحاء الكرة الأرضية، مع علم محتجيها أنها لا تفضى إلى شىء فى مقابل عجز عربى مزمن أدمن الاعتداءات، وصمت سياسى دولى يخرسه ويعلو عليه هدير ماكينة الحرب الإسرائيلية الغاشمة.. وليس هذا كل شىء، بل مزايدات رخيصة وعفنة تكتفى بإحالات على الآخرين.

هكذا تمضى أيامنا وليالينا مكتوفى الأيدى ومعقودى الألسنة، نحصى فقط عدد "الرصاص المتدفق" على القطاع فى أحدث مشاهد وفصول الخزى التاريخى طيلة الأيام العشرة الماضية على اندلاع الحرب فى غزة، فيما بقعة الزيت اللاهب تنزل بردا وسلاما على سديروت وعسقلان. الحرب، التى حصدت أرواح الشهداء مجانا، وأسقطت أسقف البيوت على رؤوس ساكنيها الأطفال، النيام قسرا، هربا من صم أذانهم بأزيز الطائرات.

الحرب، التى ألقت بقفازها المترهل فى وجوهنا بغتة، فيما الإخوة فى حماس كانوا متحلقين معنا على الطاولة بالأمس، يتناولون فطورهم الصباحى فى حديقة جى دبليو ماريوت، ويثرثرون معنا حول حتمية إقصاء الآخر الإسرائيلى على الغداء، قبل أن ينشب مخالبه فى لحمنا قبل صلاة العشاء. والتنبيه على أن: على هذا الآخر الإسرائيلى أن يفى بوعوده التى تعهد بها على المعابر وعند الإنفاق، وإلا أغلقنا علينا المعابر من الداخل، وسددنا أخرام الأنفاق، ونسفنا قواعد اللعبة بالكامل.

الحرب ، التى عيرنا حسن نصر الله الشيعى بعدم خوضها نيابة عنه لانشغاله هو بالاختباء داخل نفق تداعيات انتصار حربه المؤزرة فى تموز، وللإحراج البالغ الذى سببناه له أمام عشاق طلته الطفولية فى الساحات الجنوبية ببيروت، واللاقطين لها عبر أطباق الأقمار الصناعية فى دمشق وطهران.

الحرب، التى أحصى محور الشر الانتخابى الإسرائيلى مكاسبها قبل اندلاع شرارتها منذ أزمان يهودية سحيقة، فقرر أخذ الأصوات بعيدا جدا عن مكاتب الاقتراع هناك إلى عنان السماء إلى أن يحين موعد التصويت الحاسم فى فبراير شباط.

الحرب، التى يتلهى عنها أخوتنا فى الخليج بانغماسهم حتى شعر رأسهم فى ملذات الطفرة النفطية حتى الثمالة، وإن أفاقوا تباحثوا فى أمر العملية النقدية الموحدة، رافضين سحب مبادراتهم السرمدية لإفشاء السلام. الحرب، التى يبخل البيت الأبيض بالدعوة إلى وقفها أو حتى ترشيد فظائعها انتقاما من رميتى حذاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة