لو نطق الإسلام وتكلم، فلن يشكو سوى من المسلمين، أنا شخصيا ليس لدى أدنى شك فى هذا الأمر.. لن يلوم الإسلام الشخص الذى يسمى زكريا بطرس ليس لأنه جاهل أو متعصب أو حاقد، ولكن لأنه أتفه من أن يؤذى الإسلام، أو يخدش جدران تاريخه المسطور عليها عظمة وعدل دولة النبى وخلفائه من بعده، وبالتأكيد لن يرد الإسلام على مدرس الإسماعيلية الذى يبدو أن نموه توقف عند تلك الحقبة، التى كان فيها البشر يعبدون النار، ولم يصله حتى الآن أن طفاية حريق أو شوية مية فى جردل، قادرة على أن تخمد ناره وتطفئ لهيبها الذى يصلى له، وبالقطع لن يأتى الإسلام على ذكر تلك الفتاة الألمانية التى دعت لطباعة آيات القرآن على ورق التواليت، ليس لأنها مجرد فتاة تلعب على موقع الفيس بوك، ولكن لأن الإسلام أكبر من أن يتوقف عند فتاة ارتفعت درجة حرارتها، فلم تستطع أن تفرق بين القرآن العظيم وتلك التفسيرات التى ينشرها متطرفو بن لادن والظواهرى، ومن بعدهم مشايخ السلف وتيار السعودية الوهابى ورجاله فى مصر وباقى العالم العربى.
الفتاة الألمانية سواء ارتكبت خطأها البشع عن جهل أم لا.. كانت فى حاجة إلى حوار، إلى نصيحة تعدل لها الموازين المقلوبة، نصيحة تفرق لها بين دين نبينا الكريم وبين الدين الذى ينشره بن لادن وقائمة المتطرفين الذين معه، لا إلى فتوى أزهرية تهدر دمها، فتوى لن تكون بالنسبة لها ولباقى السائرين فى شوراع أوروبا سوى دليل جديد، يؤكد لها صحة ما تقتنع به من أن الإسلام دين قتل ودم وعنف، فتوى ستأخذها الفتاة لتنشئ بها جروبا آخر على الفيس بوك تهين فيه الإسلام ومعها هذه المرة دليل عملى، فتوى قد تكون سببا فى ترحيل وتضييق الخناق على المسلمين فى ألمانيا، على اعتبار أن كل مسلم هناك سيصبح عبارة عن آلة قتل، تسعى لتنفيذ فتوى إهدار دم الفتاة الألمانية، فتوى لم يكن يعرف صاحب العقل المتشدد وهو ينطقها، أنها قد تصبح ورقة ضمن أوراق محامى قاتل مروة الشربينى شهيدة الحجاب، يثبت من خلاها أن قاتل مروة الشربينى قتلها دفاعا عن نفسه ضد تعصبها وتطرف دينها.. لا تستبعدوا أن يحدث ذلك أبدا، ولا تستبعدوا أن تقوم أوروبا كلها ولا تقعد، بسبب فتوى كهذه، لأن دم المواطن الأوروبى ليس رخيصا كدمائنا هنا، لا تستبعدوا أن تكون هذه الفتوى شرخا جديدا فى صورة الإسلام لدى الغرب، لأن أحدهم هناك لن يصدق أن عقاب مراهقة متهورة قد يكون القتل سواء كان هذا فى الدين الإسلامى أو غيره من القوانين الأرضية والشرائع السماوية.
كان الأولى بالذى أفتى بقتل الفتاة الألمانية وبهؤلاء الذين تعاملوا مع جروبها على الفيس بوك على أنه القنبلة التى ستهدم الإسلام، أن يؤمنوا بأن الإسلام أكبر من أن يتوقف أمام كل عطسة عداء غربية، أوكل كلمة يهذى بها خريج مستشفى أمراض نفسية وعصبية، أن يؤمنوا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك إيذاءات أبو جهل، وشتائم أبى لهب ،وقاذورات زوجته، وتحرشات سادة قريش بأتباعه خلف ظهره، ومضى فى طريقه يكمل رسالته، تجاهل كل توافههم وكل الكلمات التى سخروا بها منه فى الطرقات، ومضى يبنى امبراطوريته التى صنعت مجدا، يعلم الأوروبى العاقل والمثقف، أنها كانت أساسا قويا للتطور الذى يعيشه العالم إنسانيا وعلميا الآن، ولم تكن أبدا آلة عنف وقتل كما تعتقد فتاة ورق التواليت الألمانية.!!
أزهريون يرفضون فتوى إهدار دم صاحبة دعوة استخدام القرآن كورق تواليت.. وتحذيرات من "نازية" جديدة ضد المسلمين.. ومخاوف من تكرار سيناريو "مروة الشربينى"
بالصور..الفتاة الألمانية التى أهانت القرآن تتهم الإسلام بأنه دين "إرهابى" وتصف الأزهر بأنه "معقل النازية فى مصر"..وتعترف: "أنا أكره الإسلام وليس المسلمين"
فتوى أزهرية تهدر دم الألمانية التى أهانت القرآن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة