جهد كبير تقوم به مؤسسة القدس الدولية فى كشف وتسجيل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى، وذلك فى تقارير وثائقية تتميز بالدقة والمعلوماتية، ومتابعة محاولة تغيير معالم الحرم القدسى على الأرض.
يأتى التقرير الثالث فى سلسلة هذه التقارير التسجيلية، فى الذكرى الأربعين لحريق المسجد الأقصى، يستهدف توثيق الاعتداءات على الحرم القدسى ما بين 21 أغسطس 2008 وحتى 21 أغسطس 2009، لافتا النظر إلى المحاولات المحمومة لتهويد الأقصى.
يتناول التقرير تطور فكرة الوجود اليهودى فى المسجد الأقصى على المستوى السياسى والدينى والقانونى، ثم ينتقل إلى استعراض كل أعمال الحفر والإنشاءات والمصادرة تحت المسجد وفى محيطه، كاشفاً عن أهدافها استناداً إلى ما يتوفر من معلومات مؤكدة من مصادرها الإسرائيلية.
وأخطر ما يشير إليه التقرير هو سعى حكومة نتانياهو إلى استغلال الانقسام الفلسطينى والعربى لتدشين مدينة يهودية تحت الأقصى وفى محيطه بحيث يكون هو فى مركزها، ويترافق ذلك مع التدخل التدريجى والمستمر فى إدارة الأقصى عبر اقتحامات وتصريحات الشخصيات الإسرائيلية الرسمية والمتطرفين اليهود والأجهزة الأمنية، وصولاً إلى إعلان الهدف المرحلى ألا وهو تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
يرصد التقرير المهم المنع الدائم من قبل السلطات الإسرائيلية لكل محاولات ترميم الأقصى ومرافقه، وتقييد حركة موظفى الأوقاف الفلسطينية، ومنعهم من أداء مهامهم، ونزع الولاية الإسلامية على المسجد لصالح سلطة الآثار الإسرائيلية، فى الوقت الذى تبرز فيه الرؤية الأمريكية للقدس باعتبارها المدينة المفتوحة لجميع الأديان دون حسم ملف الاستيطان وتغيير الطابع الجغرافى والسكانى للمدينة باتجاه طمس هوية القدس العربية نهائيا لتصبح مجرد حى فقير محاصر داخل القدس الكبرى إسرائيلية الطابع.
الميزة الكبرى لهذا التقرير هو الدقة المعلوماتية والربط بين الاعتداءات على المسجد والموقف القانونى منها، وهو ما يجعله مؤشرا واضحا أمام صناع القرار العرب والمسلمين، هذا إذا كانت هناك حياة لمن ننادى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة