فى الذكرى الـ37 لنصر أكتوبر العظيم، حلت ذكرى الأربعين لوفاة الكاتب العظيم محمود عوض، وبين الاثنين رابط كبير يتمثل فى كتاب كان الراحل الكبير يعتزم إنجازه، ويحمل عنوان: «اليوم السابع».
«اليوم السابع»، هو اليوم الذى يراه محمود عوض ممتداً من اليوم الذى تلا حرب الأيام الستة التى انتهت بنكسة يونيو عام 1967، وحتى اليوم الذى عبرت فيه القوات المسلحة المصرية عام 1973، هى سنوات ست يلخصها الكاتب الراحل فى يوم واحد، يوم مشحون بالجهود العسكرية التى كانت تتم من أجل إعادة بناء القوات المسلحة، والتى بدأت بإسناد عملية البناء إلى الفريق أول محمد فوزى، ورئاسة الأركان إلى الفريق عبدالمنعم رياض، وتغيير قادة باقى الأسلحة المختلفة.
كان البناء يتم بالتضحيات وبدماء الشهداء التى سالت فى حرب الاستنزاف، وهى الحرب التى أعطاها محمود عوض الكثير من الضوء لأنها كانت ساحة الاستعداد الكبرى، ليوم النزال الأكبر مع إسرائيل الذى حل فى السادس من أكتوبر.
فى «اليوم السابع» يغوص الكاتب الكبير فى قصة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض على الخطوط الأمامية للجبهة يوم 10 مارس عام 1969، ويستخرج منها العبر العظيمة لقائد اختار أن يكون مع جنوده على خط المواجهة، ووجهت إليه إسرائيل مدافعها حتى نال الشهادة فى مشهد لم يحدث فى تاريخ الجيوش العربية فى عصرها الحديث.
مع مصطفى طلاس، وزير الحربية السورى أثناء حرب أكتوبر، يروى محمود عوض كيف تحدث طلاس إليه فى مكتبه ومنزله فى دمشق ودموعه فى عينيه عن معنى وقيمة استشهاد عبدالمنعم رياض، وكيف شاهد جمال عبدالناصر وهو يذوب فى مئات الآلاف الذين حضروا جنازة لرجل عظيم لا يعد فقيداً للعسكرية العربية فحسب، وإنما فقيد الأمة العربية كلها.
ومن طلاس إلى قيادات عسكرية أخرى مثل الفريق محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، يتحدث محمود عوض عن قصة بناء حائط صد الصواريخ الذى تم تشييده لحماية مصر من غارات الطائرات الإسرائيلية، وكم ذهب الكثير من الشهداء المدنيين الذين كانوا يقومون بعملية البناء جنباً إلى جنب مع الجنود، ويتحدث عن الفريق سعد الدين الشاذلى والفريق عبدالغنى الجمسى، وآخرين حملوا شعلة البناء من أجل يوم سيأتى يطلق عليه كاتبنا العظيم اسم «اليوم السابع».
فى الدبلوماسية التى سارت جنباً إلى جنب مع العسكرية، يتناول محمود عوض ما فعله رجل بقيمة محمود رياض الذى كان يشغل وزير الخارجية وقتئذ على صعيد إدارة معارك مصر الدولية فى الأمم المتحدة وفى العلاقات مع الدول الكبرى، وهى الجهود التى لم تقل أهميتها عن جهود البناء العسكرى.
«اليوم السابع» هو اسم يلخص معركة بلد هو مصر، وراءه أمة عربية صممت على الأخذ بالثأر، وكثيراً ما تحدثت مع الكاتب الكبير بشأنه، وخطوات إنجازه، كان يقول لى: «أوشكت على الانتهاء»، وفى مرة أخرى يطلب منى الدعاء له بالشفاء من المرض حتى يتم إنجازه، لكنه مات قبل أن يخرج إلى النور، وفى اتصال هاتفى مع شقيقه طه قال لى إنه سيدفع به إلى المطبعة قريباً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة